فن وثقافة

في ذكرى وفاته العاشرة
خالد سعود الزيد.. يسقينا كأس الحزن

تحل اليوم الذكرى العاشرة لوفاة الأديب والمؤرخ الكويتي خالد سعود الزيد، الذي أثرى الحياة الأدبية في الكويت بالكثير من المؤلفات والأنشطة الأدبية والثقافية، مما جعله أحد عناوين الأدب الكويتي والأدب العربي كذلك.



ولد الزيد في  27 يناير 1937، وتوفي يوم الجمعة 12 من أكتوبر 2001م بدأ دراسته في المدرسة القبلية عام 1943م ثم أكملها في المدرسة المباركية عام 1951م، وترك الدراسة للعمل عام 1957 وظل يعمل حتى أحيل على التقاعد عام 1986م.



حصلت مؤلفاته على العديد من الجوائز والشهادات، فقد حصل في عام 1982 على جائزة معرض الكويت الثامن للكتاب عن كتابه (أدباء الكويت في قرنين – الجزء الثالث) الذي أرخّ  فيه لبدايات الحركة الأدبية والفكرية والثقافية في البلاد، كما فاز عام 1984 كتابه (فهد الدوري شيخ القصاصين الكويتيين) كأحسن كتاب في معرض رابطة الأدباء الأول للكتاب العرب، حيث ترجم فيه سيرة حياته ومسيرته الأدبية وجمع فيه كل ما سطره الدويري من قصص.



أقام في عام 1990 معرضاً للمخطوطات العربية والمطبوعات الكويتية النادرة التي يمتلكها في الفترة ما بين (13-20 فبراير) في رابطة الأدباء، إذ اشتمل معرضه على أكثر من ثلاثمائة مخطوط عربي، وأحتوى أيضاً مخطوطات ومطبوعات كويتية تعتبر النواة الحقيقية لنشأة الأدب في الكويت. وقام بإهداء هذا المعرض إلى سمو أمير البلاد رحمه الله الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح ليكون نواة لمكتبة وطنية في الكويت. وقد نهب هذا المعرض كاملاً أثناء فترة الغزو العراقي على الكويت.



 



وتكريما لجهوده الأدبية والفكرية والثقافية التي حققها للكويت فإنه يعد الأديب الوحيد الذي حاز على جائزة الدولة التقديرية مرتين: الأولى في الآداب والفنون لعام 1983م من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي في حقل الأدب العربي الحديث، والثانية في الثقافة في العام 2001م، كما حصل على وسام المؤرخين العرب في عام 1990م.



 تقلد العديد من المناصب الثقافية أبرزها حصوله على رئاسة لجنة تشجيع المؤلفات في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب منذ عام 1991 حتى وفاته، وعضويته لكل من المجلس الاستشاري للإعلام منذ عام 1991م حتى عام 1993م، و لجنة الاستماع للأغاني المسجلة في وزارة الإعلام التي شكلت في عام 1993، كم كان عضواً في جمعية مكتشفي حضارة الأنديز في الولايات المتحدة الأمريكية.



شارك في تأسيس رابطة الأدباء في الكويت، وفي عام 1967م انتخب أمينا عاما للرابطة حتى عام 1973، ويعتبر من مؤسسي مجلة البيان التي تصدرها رابطة الأدباء في الكويت. وأحد أعضاء هيئة تحريرها منذ صدور عددها الأول في أبريل عام 1966م، كما تولى سكرتارية تحرير المجلة وعين رئيسا لتحريرها عدة مرات.



له العديد من القصائد الشعرية كمحمد صلى الله عليه وسلم، حَبَبٌ، دَعْها، رسالة إلى شهيد، من نافذة كاظمة، والشاعر، وعود على بدء، الحلاج.

نذكر منها وصفه للشاعر في قصيدة تحمل إسمه:



صـبٌّ يـداعبُهُ الجـمـالُ فـــــــــــــيَسْجعُ           كَلِفٌ بألـحـانِ الصَّبــــــــــــــابةِ مُولَعُ 



يـوحَى إلـيكَ بـيـانُهُ عـــــــــــــن رقَّةٍ               كـالـبـلـبـل الغِرِّيـد لا يــــــــــتصنَّع

 

يسقـيكَ كأسَ الـحـزن وهــــــــــــو مغرِّدٌ        ويذيبُ فـيك الأنسَ وهـو الـمــــــــــوجَع 

 

نشـوانُ مـن ذَوْبِ الـحشـــــــــــاشةِ نَسْجُهُ        ومـن الـحقـيـقه هديُهُ والـمــــــــــنزَع 

 

يرنـو إلى الأفْقِ الـبعـيـدِ بـلـــــــحظِهِ              فإذا الـوجـودُ بنـاظريـه مُجـــــــــــمَّع 

 

فـي صـمته سـرٌّ، وفـي إنشـــــــــــــادِهِ          سحـرٌ، يفرِّقُ مـا يشـاءُ ويجـــــــــــــمع 

 

بشَرًا تـراهُ فـمـا يروعُكَ مظْهــــــــــــرٌ          مـن شكلِه وكأنمـا هـــــــــــــــو بَلْقَع

 

حتى إذا فـاضتْ مدامعُ قـلــــــــــــــبِهِ           وطغَى الشعـورُ ومـا لـــــــــــذلك مَدْفَع

 

يَنْهَدُّ كـالجـبــــــــــــــل الأشمِّ ممزِّقًا           صـمتَ الـوجـودِ وأيـن مـنه الــــــــمفْزَع