أقلامهم

محمد الدوسري عن ندوة “الوطني”: حددوا موقفاً لم يتحدد بعد، وخرجوا من ندوتهم دون أن يفهم أحد مالذي أرادوا قوله

من حيث المبدأ..مفاوضات
محمد مساعد الدوسري


بعد مخاض وتردد وحشد لندوتهم، تحدث نواب كتلة العمل الوطني ليحددوا موقفاً لم يتحدد بعد، وليوضحوا أسبابا لم نستوضح منها شيئاً، وخرجوا من ندوتهم دون أن يفهم الجمهور والإعلام ما يريدون قوله، ليثبتوا من جديد أنهم كتلة لا تبحث عن صالح شعب، بعد أن تبينت مكامن الفساد، وتكشفت صور الراشي والمرتشي، واقتنع الشعب بمن هو سبب كل المشاكل والأزمات التي يعيشها.
التناقض في كلمات نواب كتلة العمل الوطني مضحك، فالنائب عبدالله الرومي يدعو لحل المجلس، فيخالفه عادل الصرعاوي وأسيل العوضي، ويشرّق الصرعاوي ويغرب فيتهم مراكز الهجانة وصالات الأفراح بالفساد، ولولا رحمة الله لاتهم الجن والحملات الصليبية والعلوج وقوى الاستكبار العالمي بأنهم خلف الإيداعات المليونية، أما ملك خلط الأوراق وبامتياز فكان النائب مرزوق الغانم، الذي اتهم جميع من يعمل في السياسة بالكويت بالفساد باستثنائه هو بالطبع، وتهكم بكلمات لا تليق بمن يطالب بالرقي في الخطاب السياسي، وانتهى بلا شيء في خطبته العصماء.
من حيث مبدأ كتلة العمل الوطني، فإن مبدأهم هو المساومة على كل شيء، وغض العين عن الحقائق والأرقام، وإلا هل يصدق أحد النائبة أسيل العوضي وهي تقول “سنحاسب الحكومة إن ثبت تورطها بالإيداعات المليونية”، فهي نفس النائبة التي منحت رئيس الوزراء الثقة بعد أن أظهر النائب فيصل المسلم شيكا باسم الرئيس في جلسة استجوابه، فهل بعد ذلك إثبات، أما خلط الأوراق الذي مارسه النائب مرزوق الغانم عندما قال إن بعض الفاسدين يؤيدون إسقاط الحكومة لأنهم قبضوا لإسقاطها، فنقول له، هل تتذكر النواب الذين صوتوا على رفض إحالة استجواب الوزير أحمد الفهد على اللجنة التشريعية، فما الذي تغير؟.
ادّعاء البطولة في إسقاط الوزير الفهد وأنهم يدفعون ثمن ذلك، هو ادعاء أجوف، فلولا وقوف نواب كتلتي العمل الشعبي والتنمية والاصلاح معكم لما تحقق لكم ذلك يا نواب العمل الوطني، فهل قبض نواب هاتين الكتلتين لإسقاط رئيس الحكومة؟، هل هناك عاقل يصدقكم حتى الآن؟، هل تعتقدون أن الشعب مغفل لهذه الدرجة عندما تخلطون الأوراق وتتركون الفاسدين من راش ومرتش في سبيل أمور لا نعلم عنها حتى الآن، هل يعقل أن يتهم نائب منكم صفقات المناصب القيادية بالفساد وأنتم من استن هذه السنة بعد استجواب الوزير أحمد الفهد؟.
لن أوجه خطابي إلا لفئة واحدة لا غير، وهم من يسيرون خلف هذه الكتلة، انقذوا الوطن من مدعي الوطنية، وفكوا ارتباط التيار الوطني بالتجار الذين أخذوكم لمربع مصالحهم وتركوكم بعيدين عن الحق والشعب، فما جرى خلال الأشهر القليلة الماضية يكشف لكل ذي لب هدف تجار كتلة العمل الوطني، فلا ترهنوا الكويت وشعبها لمصالح هؤلاء، ولا يستغلكم تجار السياسة من عديمي المبدأ ليحققوا أغراضهم ثم يرموكم كما رموا حلفاءهم من الكتل النيابية والتيارات السياسية الأخرى.