أقلامهم

مفرج الدوسري: نحن نعيش اياماً مرعبة ومفزعة، نعيش في فراغ لا تملأه حكومة لديها القدرة على قراءة الاحداث قراءة صحيحة


الحكومة تمشي في جنازة الشعب!


مفرج الدوسري


المثل القائل «يقتل القتيل ويمشي في جنازته» ينطبق على حكومتنا الموقرة بنسبة %99.999، فحكومتنا بكل براءة تقتل القتيل وتأتي لتقدم واجب العزاء فيه ودموعها تتساقط بغزارة وحرقة، هذه الحكومة التي دمرت بسوء تصرفاتها بلدا بأكمله ثم تتباكى على ما يحدث له وتتبرأ مما هو فيه وتثور مستخدمة آخر أسلحتها للثأر منه وليس له! أمر في غاية الغرابة، فمن الذي تسبب بالوضع المزري الذي نعيشه، ومن الذي فتح الباب على مصراعيه لدمار وتدمير البلد، ومن الذي يرعى الفاسدين ويتستر على المفسدين، ومن الذي فتح محفظة الدولة لكل من هب ودب، ومن الذي لم ينصف المستحق وذهب يركعض ليستعطف ويسترضي من لا يستحق، ومن الذي فتح بوابة الكوادر ليستفيد منها ومن لا واجب له وحجبها عمن هو بها أولى، ومن الذي يسلق القرارات في كل جلسة ثم يتراجع عنها عند أول تهديد وأول صيحة، ومن الذي لا قرار لديه ولا جديد عنده، سوى التسويف والتأفف والاعتذار والتباكي وتحميل الآخرين سلة اخطائه، انها حكومتنا الموقرة، حكومتنا العاجزة عن ادارة البلد وغير الموفقة في اقناع الشعب ببقائها، انها الحكومة التي تقول انها ستقوم بانزال الجيش وتولية العسكر على مرافق الدولة لادارتها، هذه آخر الحلول لديها، وهذا آخر ما تفتق عنه ذهن من تستشيره وتأخذ برأيه حتى وان كان فيه ضياعها، هذه آخر الحلول الترقيعية لدى من لم يقدم لها ولن يقدم لها ولا للامة شيء ولم يأتي لها بجديد، هذا آخر انجازاتها الكبار ومواقفها العظام، في ظل من يبدي آراء غير صائبة ويعطي نصائح غير موفقة!
ان من يراقب الوضع الحالي للبلد يتذكر بكل وضوح الايام التي سبقت الغزو العراقي الغاشم، نعم نحن نعيش اياماً مرعبة ومفزعة، نعيش في فراغ لا تملأه حكومة لديها القدرة على قراءة الاحداث قراءة صحيحة، ولا تعرف كيف تتصرف، تخرج من كارثة لتدخل في مصيبة، وتخرج من مصيبة لتسقط في طامة اكبر، هذا هو واقعنا، وواقع حكومتنا، فأوضاع البلد خطيرة، وتسير الى الهاوية، وحكومتنا الموقرة لاهية في أمور لا قيمة لها ولا اهمية، وليست من الاولويات في ظل العصف الذي يعيشه الوطن والمواطن، هذا كل ما لديها، فلا تتوقعون منها الوقوف على مجريات الامور وقفة جادة، وقفة مسؤول يستشعر الخطر الداخلي قبل الخارجي ويحدد مواطن الخلل ويعالجها بكل مهنية واحتراف.
لا لوم على المعارضة فيما تقوم به وان كنت اعترض على أسلوبها، ولكن حين يصل الامر الى استعانة الحكومة او على الاقل نيتها الاستعانة بالمؤسسة العسكرية فان افلاس هذه الحكومة قد اصبح جليا لا ريب فيه، وهي بهذا التصرف تعتقد انها قادرة على ادارة الدولة بهذه الطريقة، دون ان تتوقع ردود الفعل على مثل هذا التصرف، نتمنى لو اننا على معرفة بالحكيم الذي تفتق ذهنه عن هذه الفكرة التي يجانبها الصواب، ولكن المصيبة ان الحكومة على ما يبدو تعشق حلوله الكارثية وتثق في خبراته المعدومة!!


< نقطة شديدة الوضوح:
اذا كنت ممن يعد ولا يفي، ويمني ولا يعطي، ويقول ولا يفعل، ويغضب في مواطن الحلم ويحلم ساعة وجوب الغضب، ويغرق بكرمه من لا يستحق ويحرم من يستحق، ويستشير من لا رأي له ولا حلول عنده، ويتجنب أهل الرأي الحنكة والحكمة، ولا يفرق بين الاهم والمهم وعابر الامور، فاعلم أن علتك لا علاج لها!