آراؤهم

عندما يسلك “الإصلاح” طريقاً خاطئاً،،، ماذا نفعل؟

هناك شعب يعيش في دولة تعاني من فساد مالي وإداري “ضخم” و يرزح تحت سياسة “إرهاب الرأي الآخر”، والمحزن أنه لم يتحرك بشكل صادق، مطالباً بإصلاحات حقيقية، ومعبراً عن رأيه بكل جرأة! بل إن الدعوات الإصلاحية لم تلاقِ منه إلا ردة فعل “باردة” تكشف عن خلل كبير يجب أن نتوقف عنده!

القيمة:
عندما تُمس الحاجات الإنسانية المادية أو النفسية لأي شخص، فإن ذلك يدفعه إلى الثورة ، كأن يثور إنسان من أجل “لقمة العيش” مثلما حدث في بعض ثورات الشعوب “الجائعة”، أو أن يثور شخص “متدين” عندما يُحرق كتاب مقدس أو يهان رمز ديني مثلما حدث عندما حُرق القرآن، والسبب هو أن الإنسان لا يتحرك إلا عندما تمس حاجات نفسية أو مادية لها قيمة كبيرة عنده ، فإذا لم يكن لـ”الحرية والعدالة” أو “حق المشاركة السياسية” قيمة في نفس المواطن، فمن الطبيعي أن تلاقي جميع المطالبات بأن يتحرك من أجلها بـ”الفشل الذريع”!
بورصة القيـّـم!
لأجل غطاء بعض الممارسات غير الإنسانية، فإن بعض الحكومات والتي تستغل قصور عقلية بعض رجال الدين ووجهاء المجتمع بجانب تسيس “التعليم والإعلام”، رخصت مثل هذه القيّم، فتم صبغ المظاهرات بصبغة “التشبه بالكفار” ، وأي صوت يطالب بإصلاح حقيقي يعني “خروج على الحاكم”، وأن الأموال لـ”الحكومة”، والشعب “ضيف”.. كل هذا كوّن ثقافة تغلي قيّم رخيصة وترخص قيّم غالية!
القفز الفاشل:
إن قفز بعض الحركات الإصلاحية لمرحلة مطالبة الشعب بالتحرك من أجل “الحرية والعدالة” وغيرها، وهو ذاته الشعب الذي يرخص مثل هذه القيّم، لن تجدي نفعاً، ولن تجني هذه الدعوات ثمارها ما لم يتم العودة لمرحلة تعزيز هذه القيّم وهي المرحلة الأهم؛ لأن ما بعدها من مراحل  تحصيل حاصل!
المطلوب:
ليس هناك أهم من مرحلة تعزيز قيم الحرية والعدالة لدى شعب عانى معظم حياته من سياسة “التجهيل والتضليل” باسم الدين والمجتمع؛ لذلك يجب أن تتحول نظرة الحركات الإصلاحية لهذا الشعب على أنه “ضحية” لا “مفسد”، وأن الواجب هو الأخذ بيده عن طريق فتح أبواب التساؤل والحوار وإعادة تصدير خطاب بسيط واضح يحمل مشروعاً إصلاحياً حقيقياً بملامسته هذه الحاجات الإنسانية، ومتى ما انصهرت هذه الحركات السياسية في أعماق الشعب بإقامة علاقات طيبة معه، بالإضافة إلى كسب ثقته عن طريق جعل سجلها حافل بخدمته، ستجد مطالبات هذه الحركات قبولاً شعبياً يصب في صالح الوطن والشعب!
نأخذ ولا نعطي!
غريب أمر بعض التيارات السياسية التي تتشكل حديثاً، فإنها سرعان ما تطالب الشعب بالتحرك وفق رؤيتهم دون تبني مع هذا الشعب جسور الثقة بتقديم خدمات إنسانية لهم، إن الأشخاص القياديين الذين لديهم إرث مليء بالخدمات الإنسانية تلقى دعواتهم قبولاً واسعاً وهذا ما يجب أن تأخذه الحركات الإصلاحية بعين الاعتبار من أجل أن تكون كلمتهم مسموعة ودعواتهم مقبولة.
كاتبها: طلال عيد العتيبي

@Talal_Alotaibi                      www.4talal.blogspot.com