أقلامهم

شملان العيسى يقول إن طبيعة الحكم في إيران تجعل من الصعب معرفة دوافعها الحقيقية لمحاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن

التعامل مع إيران


د.شملان يوسف العيسى


بدأت الولايات المتحدة الأمريكية خططها فور كشفها عن مؤامرة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني لاغتيال السفير السعودي لدى واشنطن عادل الجبير، بحملة سياسية ودبلوماسية مكثفة لتعبئة المجتمع الدولي وتحديداً العالمين العربي والإسلامي لتصعيد الضغوط السياسية والاقتصادية ضد إيران.
ردود الفعل الدولية والعربية جاءت سريعة وقوية بإدانة إيران إذا ثبتت الاتهامات ضدها حيث اصدر اعضاء الاتحاد الأوروبي بيانا يعلنون فيه جديتهم بالتعاطي مع هذه الأمور.. فرنسا اعتبرت الخبر انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي يجب أن يحاسب عليه المنفذون والآمرون بتنفيذه، أما لندن فقد أعلن مكتب رئيس الوزراء عن استعداد بريطانيا لدعم أي اجراءات محتملة ضد إيران، ماذا عن دور دول مجلس التعاون؟ أدانت كل دول المجلس التخطيط الإيراني لاغتيال السفير السعودي في واشنطن مؤكدين أنه يضر بصورة جسيمة بالعلاقات بين طهران ودول المجلس إذا ثبتت صحة الواقعة التي تصر إيران حتى الآن على نفيها رغم صحيفة الاتهام التي نشرتها الحكومة الأمريكية، صحيفة الاتهام تبين مدى وحشية السياسة الإيرانية.. فمن ضمن المخطط الموضوع خطة للاختطاف وبعدها خطة لتفجير مطعم يرتاده السفير السعودي وخطة لتفجير السفارة السعودية.
ما هي أهداف إيران الحقيقية وراء هذا العمل الإرهابي؟ ماذا تجني إيران من قتل سفير في دولة عظمى مثل أمريكا؟ من الصعب الحصول على إجابة مقنعة سوى نفي الحكومة الايرانية علمها بالحادث؟ وأن الخبر ملفق وغير صحيح.
طبيعة السلطة والحكم في إيران تجعل من الصعب معرفة الحقيقة، فالأجهزة الأمنية وأجنحة الحرس الثوري هي التي تتخذ القرارات الأمنية العسكرية والاقتصادية والسياسية وكل شيء بموافقة مباشرة من القيادات المحافظة في النظام.
لماذا ركزت إيران على السعودية مؤخراً في هجماتها السابقة أو ما تم كشفه من مؤامرات؟ إيران لديها مطامع توسعية في المنطقة وقد نجحت في توسعة نفوذها في العالم العربي بعد غياب دور مصر في عهد حسني مبارك.. إيران استطاعت بسط نفوذها في العراق وسورية ولبنان من خلال حزب الله وقطاع غزة من خلال حماس ودول الخليج من خلال وجود أنصار ومؤيدين لها في بعض الأحزاب الشيعية المتطرفة في البحرين وأقطار الخليج مثل الكويت والسعودية.
إيران أخيرا بدأت تقلق لأن ثورات الربيع العربي امتدت إلى سورية حليفها الاستراتيجي في المنطقة.. كما أن السعودية بدأت تتخذ مواقف أكثر تشدداً في الدفاع عن السنة في لبنان وتدخلت بقواتها مع درع الجزيرة لحماية النظام في البحرين ووضع حد للمظاهرات الاحتجاجية في البحرين، كما أن القيادة المصرية الجديدة بدأت تسترجع نفوذها على الأوضاع في الوطن العربي، فقد لعبت مصر دوراً في عقد المصالحة بين فتح وحماس، كما لعبت دوراً قويا في إطلاق الأسير الإسرائيلي في صفقة بين حماس وإسرائيل والذي على ضوئه تم إطلاق أكثر من 1000 أسير فلسطيني.. نقل مقر حماس من دمشق إلى القاهرة يعتبر ضربة لإيران وحليفتها سورية.. كل هذه القضايا دفعت إيران لاتخاذ مواقف متشددة لاسترجاع نفوذها في المنطقة.. على دول الخليج العربية توحيد صفوفها واتخاذ سياسات موحدة تجاه إيران.. حتى نضع حد لسياستها التوسعية في كل من البحرين والوطن العربي.