أقلامهم

أحمد الدعيج مخاطباً محمد الصباح: استقالتك ما هي إلا استراحة قصيرة لمحارب ينطلق بعدها لرفعة الكويت والكويتيين وأسرة الحكم

نزيه ياشيخ مثل والد وأخوتك


د.أحمد يوسف الدعيج


بعد جلسة البرلمان الشهيرة، جلسة عدم التعاون، التي عقدت في يوم الخميس 2011/6/23 ونجح سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح باجتيازها بفضل أصوات كتلة العمل الجنبازي، أخذت تسريبات مثيرة تأخذ طريقها على الساحة السياسية الكويتية، فضيحة الـ 25 مليون دينار التي دخلت في حسابات بعض النواب، ثم تسريب خبر مثير جدا تكلم عن تحويلات مالية لجهات في الخارج عن طريق وزارة الخارجية، الشيخ محمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الذي تفاجأ مما حدث، صرح قائلا ان وزارة الخارجية(و ليس وزير الخارجية) قامت عبر بعض سفارات الكويت، بعد ان طلبت منها جهات حكومية كويتية، بايصال تحويلات مالية لبعض الجهات في الخارج.
الشيخ محمد الصباح الذي استشعر ان الفساد في الكويت قد بلغ مبلغا سيئا، صرح في 2011/9/12 قائلا «انه لأمر خطير جدا وجود انطباع عن توفر بيئة حاضنة للفساد في الكويت ما يضر بسمعتها في الخارج، وعلينا محاربة الفساد بغض النظر عمن سيتضرر».في السنوات القليلة الماضية تعرض الكثير من أبناء الأسرة الحاكمة، الوزراء منهم على وجه الخصوص، الى عمليات حرق لكروتهم السياسية والقضاء على مستقبلهم السياسي مبكرا وهم لايزالون في قمة عطائهم، لا نريد اليوم ان نتكلم عن أسباب هذه الاستراتيجية الاقصائية التي أصبحت ظاهرة، ولكن نقول حسنا فعل الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح عندما تقدم باستقالته التي نأمل من صميم القلب ان يصر عليها حتى لا يقع في فخ من الواضح أنه يعد له مع عودة البرلمان الى مزاولة نشاطه في 25 من الشهر الجاري.
في 2011/9/14 كتبت مقالة بصحيفة «الوطن» قلت فيها مخاطبا نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح «شيخ محمد يكون من الأفضل لرجل محترم نزيه مثلك لو تقدم باستقالته من الحكومة حتى لا يتآكل رصيدك الناصع بياضه ويحترق كرتك سياسيا».كان يسبق اسم كل سلطان عثماني لقب «السلطان الغازي»وكان ذلك في عصر القوة للدولة العثمانية الكبيرة، في الكويت اليوم استشرى الفساد بدرجة خطيرة وبعد فضيحة الرشاوى المليونية التي لوثت سمعة برلماننا العتيد قليل هم اليوم من لم يتلوثوا بالفساد أو يقوموا بنشره ورعايته، الى الشيخ محمد الصباح السالم الصباح أقول: ان الكويتيين الشرفاء يكنون لوالدك أمير الكويت الراحل، طيب الله ثراه، كل محبة ومعزة وتقدير وكذلك لأخويك الراحلين العزيزين الشيخ سالم الصباح والشيخ علي الصباح يرحمهما الله ولأخويك الشيخين أحمد وبدر الصباح، وأنت أيضا أهل لذلك، وأما عن استقالتك فما هي إلا استراحة قصيرة لمحارب يستعد بعدها للانطلاق في سبيل رفعة الكويت والكويتيين، وأسرة الحكم.