أقلامهم

محمد مساعد الدوسري: ” أكلت يوم أكل الثور الأبيض” .. هل قالها محمد الصباح بعد أن رأى الشيخ أحمد الفهد قبله وهو يطعن من الخلف؟

استقالة الفرصة الأخيرة
محمد مساعد الدوسري


“أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض”، هل قالها وزير الخارجية الشيخ محمد السالم الصباح عندما قدم استقالته، بعد أن رأى الوزير الشيخ أحمد الفهد قبله وهو يتعرض للطعن من الخلف في الاستجواب الذي انتهى بإحالته إلى اللجنة التشريعية؟، أعتقد جازما أن الوزراء الشيوخ في الحكومة الحالية أو من سيدخلها في المستقبل سيضع ما جرى للفهد نصب عينيه وهو يعمل ضمن طاقم الحكومة الحالية.
حجم التحويلات المالية التي خرجت عن طريق سفارتنا في الخارج، والتي تتناقلها الألسن هذه الأيام كبير جدا، إذ يتحدث البعض عن مئات الملايين، علما أن الخبر اليقين لن يطول انتظاره، فهل كان الشيخ محمد مغيبا عن موضوع هذه التحويلات أم تمت بعلمه، برأيي أن الاستقالة تأتي بسبب عدم معرفته بذلك، وهو ما يؤكد الخوف من مصير ينتهي فيه الوزير بطريقة لا دخل له فيها، ويكون قربانا للخلاص من قضية يفترض بها إطاحة غيره.
انتقال الفساد إلى مرحلة جديدة تتم من خلالها عملية تحويل لمبالغ عن طريق سفارات إلى الخارج، هو توسع في دائرة الفساد الذي لم يعد يحتمل اللعب في الساحة المحلية فقط، لينتقل إلى فضاءات أوسع خارجيا يكون فيها الفساد بعيدا عن عين الرقابة البرلمانية وملاحقات ديوان المحاسبة، وهو نهج جديد يعزز الاعتقاد بتفشي الفساد واستمراره التوغل يوما بعد يوم في كل أجهزة الدولة، وتوريط متسلسل لجهات حكومية كانت في يوم ما في منأى عن شبهات الفساد وأيدي الفاسدين.
الشعب على موعد مع كشف حساب عسير لفاسدين سعوا إلى سرقة أموال الدولة، واستخدامها في الرشوة، وساحة الإرادة اليوم ستكون مسرحا لعرض كشوفات التحويلات، وقد يصل الموضوع إلى انفجار للإرادة الشعبية التي اشتعل فيها الغضب بعد فضيحة تضخم أرصدة نواب مشتبه بتلقيهم رشى من جهات معينة، فإذا ما تم كشف هذه التحويلات اليوم، فإن الأمور مرشحة للتصعيد الكبير الذي لن يبقي ولن يذر من حطام هذه الحكومة التي عجزت عن الرد على ما أثير خلال الفترة الماضية من قضايا فساد.
استقالة الشيخ محمد تعتبر الفرصة الأخيرة لترتيب الأوضاع الفوضوية التي خلفتها حكومات المحمد السبع، بل إنها قد تكون مدخلا لحراك كبير في أوساط شباب الأسرة الحاكمة الذين يتلمسون الغضب الشعبي وتغير المزاج الشبابي الذي يستمر في رفع المطالب يوما بعد يوم، فالسكوت عن الفساد وضرب مكونات المجتمع والفوضى الكبيرة التي تلم بالبلاد، ستكون قاصمة للظهر ما لم يتداركها العقلاء، فهل نسمع عن اجتماع كبير خلال الأيام المقبلة بعد تعليق الجرس من قبل الشيخ محمد من خلال استقالته؟