أقلامهم

الدعيج: الشيخ محمد الصباح ضحية لناصر المحمد لاذنب لها

عبداللطيف الدعيج 
ما خلف الاستقالة
غني عن القول إن استقالة الشيخ محمد الصباح، التي تأكدت رسميا الثلاثاء، استقالة غير عادية. ليس لأن المستقيل احد ابرز وجوه الاسرة، ولكن بالاساس، لأن الاستقالة على غير العادة مرتبطة بأجواء وشحن سياسي مصدره البرلمان وجماعات الضغط وليس خلافات مجلس الوزراء او منافسات اطراف الاسرة الحاكمة، عندما يكون الامر شخصيا او عرضيا، تعودنا على ان يسافر «الزعلان» الى الخارج للعلاج، ويقضي المدة التي «يطيب فيها راسه» او تزول اسباب زعله، استقالة اليوم غير، فهي معلنة بوضوح وصراحة. ورغم ان اسباب الاستقالة مثل كل ما يحدث في الكويت يحوطها التعتيم، الا ان «التحويلات» المالية، التي يدعي النائب مسلم البراك ان وزارة الخارجية قامت بها لمصلحة رئيس الحكومة، تفرض نفسها كسبب ربما وحيد للاستقالة.
هذا يطرح قضية العمل السياسي والتوزير ودور الوزراء على بساط البحث. فالواضح ان الشيخ محمد لم يكن على علم بالتحويلات التي تمت. وان وزارة الخارجية قد تم استخدامها لمهام وادوار لا تمت لطبيعة عملها واختصاصاتها من دون علمه. يبدو ايضا ان الشيخ محمد، كما يفهم من تصريحاته الاخيرة حول الفساد، حاول او هو تطوع للاجابة عن الاسئلة البرلمانية، ولكن تمت الحيلولة بينه وبين ذلك وربما يكون هذا هو السبب الحقيقي للاستقالة.
الاستقالة بهذا الفهم تعني ان الشيخ ناصر المحمد لا يزال يتمتع بثقة الاسرة ودعمها. فالاسرة قررت التضحية بالشيخ محمد الصباح البعيد عن الصراع والبعيد عن المجلس وصراعاته بحكم طبيعة مهامه، حماية وتغطية للشيخ ناصر المحمد، مما يعني ان على الساعين الى الاطاحة بالشيخ ناصر ان يستعدوا لمعركة طويلة وربما مريرة ايضا، فهم لا يواجهون الشيخ ناصر وحده، او ربما لم يكن الشيخ ناصر هو مصدر «ازعاجهم» طول هذه المدة.
هذا يعيدنا الى المربع الاول، الى حقيقة الاوضاع هنا وطبيعة النظام السياسي. الى دور مجلس الوزراء وهيمنته الحقيقية على شؤون الدولة والى مدى سلامة رفع شعار «ترحيل» رئيس مجلس الوزراء للخروج من حالة التردي الذي نعيش، فيما الحل الحقيقي يكمن في التصدي لازماتنا وقضايانا الاجتماعية والسياسية التي يتشارك في تكوينها الجميع وتساهم فيها كل الاطراف والتي تشكل المصدر الحقيقي لكل الاخفاقات والعجز الحالي.