أقلامهم

الدعيج مدافعاً عن ناصر المحمد يرد على أنباء الفضيحة المليونية: والله العظيم مصدقين، وعليهم بالعافية

عبداللطيف الدعيج
«بيزة» في زمن النفط
لدينا الكثير ممن لا تتوافر لديه النظرة البعيدة والمركزة للأمور. والمؤسف ان الكثير من هؤلاء هو من يهيمن ويوجه أيضاً الشارع والناس في الصراعات السياسية الحالية. وصراع «ترحيل» الشيخ ناصر المحمد، على خلفية فضائح الحكومة أو فضائح الناس معها، هو الذي يشغل البلد هذه الأيام، وهو الذي وضع هذا «الكثير» على سدة القيادة، ومهد تخبط الحكومة وضعفها لبروزه وتحقيقه للانتصار تلو الآخر في صراعه المعدوم معها.
هذا التيار يدعي محاربة الفساد، ويسعى حسب المعلن الى انقاذ البلد، لكنه في سبيل ذلك يضحي بالقوانين والمبادئ العامة، ويختلق أدبيات وتقاليد خطرة تؤسس وتمهد للمغامرين وللمتفردين التحكم في البلد. ليس هناك قانون او مبادئ أو حتى حقائق ووقائع، فهذه المجاميع تريد ان تنفذ ما في «بالها» وتحكم وفق ما يتراءى لها، وهذا السلوك وهذه العقلية البدائية مستمدان من الأزمنة المظلمة، ومن عصور الانحطاط والتخلف التي كانت تضع إحدى «الطوائف» أو الجهات حكماً وقاضياً وموجهاً لبقية الناس، بوصفها الفئة المؤمنة والجماعة المهتدية والطائفة المصطفاة، انهم وحدهم من يملك الحقيقة، ووحدهم من يصنف ويحدد الناس، ووحدهم الذين على حق وغيرهم محكوم عليهم مسبقا بالانحراف والخروج عن الملة ومدانون بالمعصية، ليس لديهم دستور ولا قانون ولا مبادئ، بل ما يعتقدون وما يشتهون، مع هذا يتراكضون في مقدمة الدستوريين، ويركض خلفهم الديموقراطيون مع الأسف لجر البلد الى مستنقع التفرد والانحطاط الحضاري. 
تنشر جريدة خبرا عن فضائح مليونية، يهب قادة الفريق ومشجعوهم بعد ساعات لاتهام الحكومة وانتقاء رئيسها كمتهم، ووضع المال العام المسروق كأداة للتخريب والابتزاز. يعلن النائب البراك عن «تحويلات» لوزارة الخارجية، فيعلن المشجعون أنها مال عام، وان هذا المال مال مسروق، رغم ان كلمة على الحساب الشخصي وتسليمها للوفد تضيء أمامهم.
الحكومة أو رئيسها متهمان بتبديد مليون أو مليار، أو ربما بضعة مليارات من الدنانير، والله العظيم مصدقين، وعليهم بالعافية، عليهم بالعافية، لأن البديل غير الحضاري لهذه الحكومة المبددة والمبذرة وغير المؤتمنة، الى آخر الصفات التي يحاول إلصاقها المعارضون الجدد بها، هذا البديل يسعى الى تخريب المبادئ، وهدم النظم، وخرق القواعد، وتكسير القوانين، ونحن نرى ان تشتعل الملايين والمليارات.. ولا مبادئ العدل والمساواة.. احنا من الذين يحطون فلوسهم بالشمس ويقعدون بالظل، واحنا من الذين يفضلون ان يحكمهم من عنده وفيه خير ولا من لا تساوي مبادئه «بيزة»، ولا تزن جناح بعوضة.