أقلامهم

ناصر المطيري .. يكتب عن تشكيل اللجان من 16 نائباً محالين للنيابة بعد انسحاب 19 نائباً منها

ناصر المطيري
حكومة تزرع الريح!
كنا نتوقع أن تدخل الحكومة أمس دور الانعقاد الجديد لمجلس الأمة وهي ترتدي ثياب حسن النية ومحاولة اظهار نفسها بايجابية وتعاون وقرب من هموم الناس لعلها تحرج النواب المعارضين وتضفي عليهم الصفة التأزيمية، ولكن وللأسف ظهرت الحكومة بمشهد استفز مشاعر النواب والجمهور ازاء اسلوب المناورة والمماطلة بشأن كادر المعلمين الذي طلبت تأجيله لأسبوعين دون مبرر مقنع.
وكانت ردة الفعل الغاضبة من الجمهور والنواب دليل على أن ما يثار في الشارع الكويتي ليس سببه تحريض بعض النواب كما قال رئيسا الحكومة ومجلس الأمة في خطابيهما أمس بل ان الاستفزاز وخلق حالات الاعتصامات والاضرابات كان سببه على الدوام هو مماطلة الحكومة وعدم الوفاء بوعودها لجموع الموظفين في الكثير من القطاعات وبعد نفاد الصبر لجأ الموظفون للاحتجاج بالاضراب كحق يكفله القانون، فمن يزرع الريح يحصد العاصفة.
فمن المسؤول غدا لو قرر المعلمون الاضراب وشل العملية التعليمية وهل سيقوم أفراد الحرس الوطني باعطاء أبنائنا حصص النحو والفيزياء والرياضيات؟ هل المسؤول في هذه الحالة الحكومة أم النواب «المحرضون المؤزمون»؟ 
أما بالنسبة لوزير التربية وزير التعليم العالي أحمد المليفي فقد اكتفى بالاعلان عن تحقيق الانجاز العلمي الكبير واحداث الثورة التعليمية العظيمة في دولة الكويت فقدم لأجيال الكويت الحاضرة والقادمة ولمعلميهم «مكسوري الكادر» عفوا.. مكسوري الخاطر، قدم لهم «الفلاش ميموري» وسط تصفيق حار من وكيلة وزارته ووكيلاتها المساعدات.
بقي لنا تعليق على جلسة مجلس الأمة أمس فيما يتعلق بعملية «تزكية» اللجان البرلمانية فقد سجل النواب المنسحبون موقفا تاريخيا بالانسحاب من الانتخابات وعدم المشاركة في أعمال اللجان الى جانب حوالي ستة عشر نائبا محالين الى النيابة العامة متهمين في رشاوى سياسية وتضخم أرصدة بنكية وغسيل أموال وبيع تراب وسرقة ديزل.
كنا ننتظرونترقب من ذلك النائب الكبير أن يتذكر شعاره الانتخابي ليسجل موقفاً! ولكن فاقد الشيء لا يعطيه… للمواقف رجالها أيها الكبير.