أقلامهم

د،حسن عباس: ألسنا نحن من أوصلنا اولئك المرتشين

د. حسن عبدالله عباس 
 نحن!
ملايين النواب شائكة ومعقدة واختلط فيها الحابل بالنابل بكل تأكيد. طبعاً يجب أن تستمر الملاحقات لتنفضح الوجوه، وتنكشف الهويات التي باعت ضمائرها واشترت مصالحها، لكن بصراحة وبلا زعل، لماذا نريد أن نحاكم المرتشين ممن باعنا في سوق المواقف السياسية ونحن أصلا شعب يستلذ بخيانة نفسه والانقلاب على مبادئه!
ألسنا نحن من أوصلنا اولئك المرتشين، ونعلم جيدا أنهم بياعوا المواقف السياسية، وموالون على طول الخط للحكومة منذ عشرات السنين، ألسنا نحن الشعب الذي قبلنا بالرشاوى أيام التصويت وقبضنا مبالغ مادية وشنطا نسائية وتذاكر سفر ومعاملات حكومية من هذا الراشي أو ذاك بحجة هدايا؟!
ألسنا نحن من خرجنا بالتظاهرات مطالبين بكوادر وكوادر، ورواتب وحقوق في مقابل بطالة مقنعة، يقضي الموظف الكويتي معظم وقته في الحش والتعبث بالآي فون ومراقبة مؤشر البورصة! 
ألا زلتم تذكرون سبب تظاهرات رجال المطافئ قبل أيام، موظفون لم يطلبوا شيئا سوى عدم الالتزام بتعليمات العمل؟
عما قريب سيقر كادر المعلمين والطلبة، لكن ألا تسألون كيف وبرغم الميزانيات الهائلة على التعليم، مازال مستوانا في تراجع «مستدام» (طلبتنا في ذيل قائمة اختبارات TIMMS للعلوم والرياضيات واختبارات PIRLS للقراءة والكتابة، تصريح لبهيجة بهبهاني في «الأنباء» 2009/12/09). فهل تريدون السبب؟ نحن. كيف سنقضي عالراشين والمرتشين وأولياء الامور يقفون على المدرجات يشجعون «ويشربكون» للمليفي وهو يدفع من جيبنا 28 مليون دينار كويتي لمشروع لابتوب الثانوية العامة، وبتكلفة 350 دينارا للجهاز (تكلفته على جامعة الخليج 90 دينارا كويتيا فقط)!
هل سنتغلب على الفساد والفساد متربع في مخوخنا وضمائرنا! كيف نحارب ونحن من طوره ومنهجه في حياتنا اليومية والسياسية والأخلاقية! نسيتوا الفرعيات، نسيتوا إنتاجية الموظف الكويتي، نسيتوا التعدي على أملاك الدولة والديوانيات، كيف تريدون القضاء على مخالفة القوانين والتجاوزات والكويتي ذي العشرين ربيعاً وبطول مترين وعرض مترين (يطق حديد) لا يستأنس إلا بركن سيارته في موقف المعاقين! ولا يحب التدخين إلا في ممرات الجامعة والمطار! أو تتصور أن من سيقضي على الفساد شبابنا ممن نسهر معهم كل ليلة على أصوات استعراضاتهم بالجيتي والزد والبانشي في الفريج!
أو أنظر لحالنا مع دستورنا، فمع أن الدولة ملزمة بتوفير خدمة السكن، ومع ذلك نستفيد من بيوتنا الحكومية التي وفرتها لنا الدولة كي نسكن (بضم الكاف) واستبدلناها لتكون استثمارية نُسكن (بشد الكاف) فيها وتصبح مصدر دخلنا! نقضي على الفساد وبأيدينا نرمي الزهور على معارضة تنتهك الحريات وتتلصص علينا وتمنعنا من الكلام وممارسة حقوقنا الدستورية وتؤجج وتشحن بعضنا على البعض… كفاية سذاجة!