أقلامهم

ناصر العبدلي يمتدح موقف النائب صالح الملا الذي يرفض المتاجرة بمواقفه، ويستغرب بقاء مرزوق الغانم على موقفه رغم انكشاف التجاوزات الحكومية

صالح ومرزوق؟!


ناصر العبدلي


لم يكن مفاجئا موقف النائب صالح الملا  عندما أنضم إلى النواب الداعين إلى رحيل الحكومة بكامل مكوناتها ، وإعلانه أنه سيقف إلى أبعد مدى عند إستجواب رئيسها ، بعدما بات واضحا مدى إنغماسها في تجاوزات مالية وإدارية أصاب بعضها سمعة البلاد المصرفية بضرر كبير ، لكن المفاجئ إستمرار النائب مرزوق الغانم على موقفه رغم إنكشاف كل تلك التجاوزات الحكومية.
أداء النائب صالح الملا يعطي إنطباعا إيجابيا إذا ما راجعنا مواقفه خلال الفترة الماضية فهو لم يكن متسرعا في مواقفه أو متاجرا بها مهما كانت المكاسب التي يمكن أن يجنيها إنتخابيا من وراءها لو فعل ذلك ، بل كان يتريث حتى تنكشف كل التفاصيل ليكون قراره مبنيا على أرضية صلبة ما أستطاع إلى ذلك ، ولايعني ذلك  خلو تلك المواقف من سلبية هنا وأخرى هناك فالكمال ليس واردا.
كما أن النائب الملا ليس إنفعاليا أو ممن يفجرون في الخصومة بل يبدو لي أن شعرة معاوية حاضرة في كل تحركاته السياسية والبرلمانية وهو أمر يتطلبه العمل السياسي والبرلماني الصحيح ، رغم أن كتلة العمل الوطني التي ينتمي لها  بدت ذات مواقف  ” ملتبسة ” من قضايا كثيرة ماكان لها أن تبقى عليها ، خاصة وأنها محملة بأعباء تاريخية تدعوها إلى مواقف أكثر وضوحا وصراحة من القضايا الوطنية.
الدستور والمال العام خط أحمر بالنسبة للحركة الوطنية هذا ماخبرناه في خطاب الحركة وأدبياتها منذ إقرار الدستور عام 1962 حتى يومنا هذا ومكونات كتلة العمل الوطني إمتداد لتلك القيم والمفاهيم الوطنية والنائب مرزوق الغانم ليس إستثناءا من تلك الأجواء مادام قبل بالإنضمام لتلك  الكتلة ، ويفترض به أن يتصرف ضمن هذا السياق الوطني لا أن يقف موقفا سلبيا مما يجري من إنتهاكات لمواد الدستور وحرمة المال العام ، فهذه الحكومة بكل مكوناتها تتحمل مسؤولية العبث بنصوص الدستور وتتحمل مسؤولية الصعود على منصة الإستجواب والرد على الإتهامات الموجهه لها على خلفية  الإيداعات المليونية والتحويلات المالية إن كان هذا أو لترحل.