أقلامهم

وليد الجاسم: كل شيء في الكويت تمام التمام ماعدا صنابير المياه والحنفيات التي قضت مضجع وزير الكهرباء وأزعجت معه الوزراء والمشرعين

صنابير.. يا قلب العنا


وليد جاسم الجاسم

وكأن أمورنا كلها «تمام التمام» وكل شيء مضبوط.. والبلد ماشية مثل ساعة العمل الإنجليزية، الناس في أعمالهم ولا يتأخرون ولا ياخذون إجازات مرضية مزيفة وإنتاجيتهم 8 ساعات عمل بالتمام والكمال، والطلبة غارقون في دراستهم والنساء قرن في بيوتهن يربين أنجالهن، والشوارع فاضية ما فيها زحام، والاقتصاد منتعش، بل (فوق النخل)، والحكومة تؤدي واجباتها، والناس تثق فيها وما تشوفها راشية، والدائري الأول شغال ومو حارة واحدة بعد كل سنوات الانتظار التي مضت، والمجلس طايحله «تشريعات» تشريع بـ …. «قفا» تشريع، والناس تصارخ «بسنا تشريعات يا حسين.. بسنا تشريعات»!!
والسلطتان في حالة نادرة من الوئام والتعاون ولا عندنا ثلث مجلس الامة مرتش ولاهم يحزنون، والحكومة والوزراء من كثرة الانتاج ووفرته صاروا يعزمون على بعضهم البعض في تقديم القوانين واقتراح الافكار المبتكرة للاستفادة من كل فلس أنتجته الطفرة النفطية التي غطت سوءاتنا بأوراق الدولارات الخضراء!
نعم.. كل شيء تمام في الكويت، الا مسألة واحدة فقط هي «الحنفيات»!! او صنابير المياه التي قضّت مضجع وزير الكهرباء وأزعجت معه الوزراء والمسؤولين والمشرعين في الدولة، فباتوا أياما وليالي في العراء يفكرون ويقدرون ثم يفكرون ويقدرون، حتى هداهم تفكيرهم الى ان هناك «صنابير» ستؤدي الى وفر في المياه بنسبة %50، وان هذه الحنفيات رغم فرضها بشكل الزامي على السوق الا انها لن تشكل عملية احتكار وسعرها أعلى من سعر الحنفيات العادية بقليل، لكنها – يا للعجب العجاب – توفر المياه بمقدار النصف!
نتمنى على وزارة الكهرباء والماء بعد اكتشافها العظيم هذا الذي سينهي كل مشاكل الكويت، نتمنى عليها ان تبتكر لنا «كبتات» مثل تلك «الصنابير» توفر على الدولة %50 مما تدفعه من الرشاوى لنواب الامة والممثلين عليها، وان تبتكر لنا لجنة مناقصات تنتهج منهج «الصنابير» العبقرية وتخفف مصاريف المشاريع التي يتم طرحها سنويا لارضاء قبيضة المناقصات بنسبة %50 ايضا، وليتها تبتكر لنا مطارا دوليا جديدا يشخل القادمين ويغربلهم الى نسبة %50 ايضا.
مثل هذه «الصنابير» نحتاجها ايضا في ديوان الخدمة المدنية لكي «يصنبر» الديوان أو يغربل الزيادات العشوائية والكوادر الاجبارية التي ضربت ميزانية الكويت ومدخراتها وستحولها الى ما يشبه «العصف المأكول» قريبا جدا.. عند اول تراجع لاسعار النفط.
وحتى تتحقق احلامنا «الصنبورية» هذه.. ادعو جميع اخواني الوزراء والنواب وكبار مسؤولي الدولة في السلطتين الى الاجتماع في ساحة الارادة مساء الخميس القادم وليحمل كل منهم «صنبوراً»، وليطلقوا لحناجرهم العنان.. ويغنوا معا اغنية المرحوم بإذن الله طلال مداح.. مع تصرف بسيط:
صنابير يا قلب العنا.. صنابير!!