أقلامهم

د.حسن عباس ينصح من فاتته وقائع معركة كربلاء بمتابعة حلقات مجلس الأمة الكويتي

د. حسن عبد الله عباس 
لا تستذجوا السذاجة
بصراحة، المجلس الحالي مجلس الأرقام القياسية وبامتياز. فلم نشهد مجلسا استطاع أن ينجز كما حصل ومازال يحصل في هذا المجلس. سجل عندك التالي:
أولاً: في هذا المجلس فقط وصلت اربع نائبات دفعة واحدة، من بينهن نائبتان حقاً هن على الكويت «نائبات»!
ثانيا: في هذا المجلس فقط وفقط فيه يُشترى هذا الكم من النواب ويُدفع لهم كاش موني! فالأسلوب وعدد السماسرة هو الجديد، وإلا في السابق كانت الرشاوى موجودة والعسكر القديم موجوداَ ايضا. ففي السابق كانت الرشاوى على أشكال عدة، منها العين والمنقول والمحمول والثابت والسائل والجامد والسندات والاسهم والنبال والحبال وكل ما يطري عالبال، وكلها كانت تُدفع من تحت الطاولة ولعدد محفوف. أما الكرم الطائي في هذا المجلس فيختلف، يختلف بسبب النقد المباشر وبسبب عدد البيّاعة!
ثالثا: هذا المجلس غريب لأنه يحوي رموزا أدبية. فعندنا مساجلات شعرية وبلاغية ونوابغ سياسية لم تحصل إلا هنا! ففي الوقت الذي يقول الأول «كرهبا»، يقول الثاني «لا تسيسوا السياسة» على وزن لا تستذجوا السذاجة، ولا تستحمقوا الحماقة، ولا تستحمروا الحمارة (مضطر للقافية لا شيء آخر)!
رابعا: في هذا المجلس معارضة سياسية حقيقية، فهي اسم على مسمى لكن لا بالمعنى السياسي المشهور. فهي معارضة لأنها تتعارض في كل شيء، فمثلا تعارض الضرب ووقت ثان تؤيد الضرب، تحارب لأجل الديموقراطية وأيضا تحارب لأجل المركزية، معارضة تؤيد إسقاط رئاسة وزراء مضى عليها أربع سنوات، وتعارض إسقاط رئاسة وزراء مضى عليها أربعون سنة، معارضة تؤيد حرية التعبير وتسمح للعريفي بالدخول، وتعارض حرية التعبير وتمنع حامد أبو زيد من المرور، تؤيد حق بو يابس في الكلام، وتعارض أبل من ابداء الرأي، معارضة تؤيد كتب بن باز، وتمنع مفاتيح الجنان، معارضة ترفض التدخل في شؤوننا الداخلية كإيران، وتسمح لنفسها التدخل في شؤون غيرنا كإيران أيضاً، ومرة أخرى تمنع «البعض» من التدخل في شؤوننا الداخلية، لكن لا مانع عندها من أن تشرع وتقنن لكيفية السماح «للبعض» لحكمنا وسلب إرادتنا. المهم معارضة والسلام!
خامساً: إن فاتتك «واقعة كربلاء»، أمانة تشتري حلقات «ماك» (مجلس الأمة الكويتي) الجزء الثالث بطولة حسين القلاف وجمعان الحربش!