أقلامهم

الدعيج يصف الربيع العربي بالقطيع العربي .. والمطالبين بالكوادر بالحرامية الجدد

عبداللطيف الدعيج 
الحرامية الجدد
الطبقة الكويتية الكادحة التي تعتقد ان «الدولة» تسرق قوة عملها وتنظم الاضرابات والاحتجاجات، من اضرابات عمال النفط الى طلاب المدارس الى المتقاعدين، لاسترداد حقوقها المسروقة، هذه «الطبقة» تتغاضى عن جريمة إفراغ خزينة الدولة، بل تتعمّد بعزم وتعاون مع ثوار «الربيع» او القطيع العربي ونواب المقاطعة والترحيل، تتعمّد «سرقة» الاموال العامة وتبديدها على المستحوذين من مدعي التعرض للاضطهاد والاستغلال من قبل «الدولة».
سرقة المال العام او تبديد اموال الدولة يبررها هؤلاء «الناشطون»، ومن يدعمهم من نواب المقاطعة والترحيل، على انها وقاية وعلاج، وقاية من النهب الذي تتولاه ما يسمونها بالقوى المتنفذة او الحيتان او مصاصي الدماء، وعلاج للتوزيع غير العادل وغير المتوازن للثروة، والقائم على إسباغ العطايا والمنح على هيئة مناقصات او ترسيات على افراد او جماعات قليلة، في الوقت الذي يحرم فيه العامة وبقية المواطنين من حق «التمتع» بثروتهم.
ما يطرحه هؤلاء باختصار، وبترديد لا يعرف الملل او الكلل، ان هناك سرقات للمال العام، وان هناك تبديداً في انشاء المصانع او هدرا في الانفاق على التنمية، وان المطلوب وقف المشاريع او اعادة النظر في ضرورات التنمية حفاظا على المال العام وصونا للثروة القومية. وقد نجح هؤلاء حتى الآن في ايقاف مشروعات تنموية وضرورية، مثل تطوير الانتاج النفطي في حقول الشمال او بناء مشروع داو كيميكال العملاق، الذي تلقفته المملكة العربية السعودية، وتعطيل مشروع المصفاة الرابعة وغيرها من المشاريع الضرورية العملاقة. ولو توقف الكادحون الكويتيون ومعهم مجاميع المقاطعة وقادة القطيع العربي عند هذا لهان الامر، فهم هنا على الاقل «حافظوا» على المال العام، وان عطّلوا التنمية وجمّدوا حركة التطور والتطوير في البلد، لكن «ثوار وبروليتاريا آخر زمن» لم يكتفوا بذلك، بل عمدوا الى نهب الثروة، والى استغلال المال الذي تَوفّر من تعطيل وإلغاء المشاريع المنتجة، استغلوه لتحقيق زيادات ومنح للموظفين وللعاملين دون تصنيف ودون تفرقة حقيقية بين من يعمل ويستحق الزيادة وربما اكثر، وهم القلة، وبين الاكثرية من موظفين ومتدربين وحتى طلبة ممن بالكاد يعمل او حتى يغادر باب بيته. 
ربما وفّر نواطير المال العام الجدد، وقادة القطيع العربي، بضعة ملايين من الدنانير، ربما المئات ايضا، لكنهم بلا شك بددوا المليارات وسرقوا حقوق الاجيال القادمة كي يوزعوها على من لا يعمل ويمكنوا من لا يستحق منها.