أقلامهم

مبارك الهاجري:نعم… للوجود الأميركي في الكويت!

مبارك محمد الهاجري
نعم… للوجود الأميركي في الكويت!
الوجود الأميركي في الخليج العربي قديم، وجود حتمته مصالح واشنطن العليا، ولا يمكن لها أن تفرط فيه أو تساوم عليه، فلا توجد دولة في المنطقة إلا و بها قاعدة أو تسهيلات للقوات الأميركية، وهذا ليس بعيب أو مستنكر، فلكل دولة الحق في حماية وصيانة وجودها، والاستعانة بمن تراه مناسبا من دون مشاورة الآخرين، ومن هنا يتوجب على الكويت أن تساهم في تثبيت الوجود الأميركي على أراضيها، ومن دون مدة معينة، فيكفي أنها مسحت من الخارطة السياسية بلمح البصر، وعلى أيدي النظام العراقي السابق، الذي استغل ضعف الكويت وصغر مساحتها، وقلة إمكاناتها، وميلان ميزان القوة لصالحه، في معادلة غير متكافئة، وهو أمر يفرض علينا وعلنا تمديد الوجود الأميركي إلى أجل غير مسمى، سواء رضي الجيران أم لم يرضوا، فوجود الكويت أهم من جبر الخواطر، فمن ذاق مرارة الغزو العراقي، وكوارثه، لا يمكن له أن يُلدغ مرة أخرى!
الكويت دولة صغيرة جدا، ولاعب أساسي في المنظومة الدولية، ومن حقها أن تؤمن حدودها، وقبل ذلك وجودها، وخصوصا أنها بين فكي كماشة، بين جارتين كل منهما ينظر إليها بعين الطامع، إيران والعراق، هذين البلدين، يندر أن يمر عليك أسبوع أو يوم، من دون أن تسمع من سياسيهما تصريحات تدل على نوايا خبيثة تجاه الكويت، وهو ما يتطلب جعل الوجود الأميركي أمرا مسلما به، لا يقبل المجادلة أو النقاش، هذا مع وضع الاحتمالات التي قد تمر بالعراق وإيران، كالربيع العربي الذي عصف بالأنظمة الديكتاتورية، وتساقطها كقطع الشطرنج، ومروره ليس بالبعيد، مع وجود مؤشرات قوية جدا تدل على قرب هبوب رياحه على طهران وبغداد، في ظل تعسف النظامين هناك، وديكتاتوريتهما، ومحاولتهما تصدير مشكلاتهما الداخلية، وجر شعبيهما إلى مغامرات مجنونة، مع دول الجوار! 
مارست السياسة القطرية، ومازالت، دورا كبيرا وأساسيا في الساحة العربية، سياسة عُرفت بانحيازها العلني، والواضح، إلى صف الشعوب، دون مجاملة الأنظمة، في توجه يعكس تأييد القيادة السياسية لمطالب الشعوب،والتي عانت طويلا من قهر وظلم الأصنام الحاكمة من المحيط إلى الخليج، وقد حان لها أن ترفع صوتها عاليا من دون خوف أو وجل، تدعمها في مسيرتها، القيادة القطرية الشجاعة التي وضعت إمكاناتها في خدمة شعوب الأمة وسعيها، لتحقيق آمالها وتطلعاتها في نيل الكرامة والحرية والديموقراطية بعيدا عن تقديس مرضى الزعامة والطغيان!