أقلامهم

وائل الحساوي يؤكد أن الأمور تسير إلى نهاية والكل سيقفز من السفينة .. والحكومة مستعدة لكل شيء لتنجو من مصيرها

د. وائل الحساوي
الكل يقفز من السفينة الغارقة!!
ليس هنالك شك لديّ بأن الامور تقترب من نهايتها بإذن الله فقد اصبح حصول نواب المعارضة على 25 صوتا لاعلان عدم التعاون مع حكومة الشيخ ناصر المحمد امرا واقعا، فقد بلغ عدد المعارضة 22 نائبا من دون التكتل الوطني، كما ان هذا التكتل قد ابدى رغبته في الذهاب إلى ابعد مدى في استجواب المحمد وهو ما يعطي مؤشرا واضحا بأن ثلاثة منهم على الاقل سيقفون مع عدم التعاون.
السبب الأهم في كل ذلك هو ان احدا لا يرضى ان يبقى على ظهر السفينة الغارقة حيث يتسابق الركاب على القفز منها، وأشبه حكومتنا بالمصارع الذي يتلقى الضربات من جميع الاتجاهات ومن يراه يرقص في الحلبة يعتقد بأنه قوي وصامد ثم فجأة ينهار. حتى المدافعون عن الحكومة قد انكشفوا، تارة بالتحويل للنيابة وتارة بشتائم الناس لهم واصبحت ضريبة الدفاع عن الحكومة عالية ولا تحتمل.
نصيحتي للقيادة السياسية بأن تطلق رصاصة الرحمة على المجلس وعلى الحكومة لان تكلفة بقائهما عالية جدا، فالحكومة مستعدة لشق كيس الاموال التي جمعناها خلال عقود طويلة وانفاقها ببذخ على المواطنين لكسب ولائهم وايقاف الاضرابات، ولا استبعد ان تزداد ميزانية الدولة – خلال السنتين المقبلتين – إذا ما استمر المجلس حتى نهاية ولايته – الى الـ 30 مليار دينار سنويا.
اما المجلس فسيظل منشقا وسيطلب القبيضة من الحكومة الكثير مقابل تحمل الاهانات والفضائح، ونبرة المعارضة ستزداد حدة إلى درجة غير مسبوقة كما ستزداد المطالب والاشتراطات.
ان تجربة اليونان ماثلة امامنا اليوم ويجب ان نأخذ منها العبر، فقد سلكت اليونان مسلك البذخ على الشعب واغترت بفوائضها المالية، وتنافس السياسيون على انفاق ميزانية البلد على طموحاتهم السياسية، وحتى عندما تخطّوا حاجز الميزانية المتوفرة بادروا بالاقتراض إلى ان وقعت اليونان في ازمة ديون قاتلة جرّتها هي والاتحاد الاوروبي إلى القاع، فهل تريدون ذلك للكويت؟!
فائدة مهمة لحل المجلس
هنالك فائدة اخرى مهمة لحل المجلس الآن وهي ألا ان تكون الحملة الانتخابية خلال فصل الشتاء وهو ما يعيد ذكرياتنا إلى الانتخابات السابقة – قبل سنوات – حيث كنا نستمتع بشرب الحليب الساخن في مخيمات المرشحين ونجلس حول موقد الفحم (الدوّه)، وقد تكون انتخابات الشتاء اقل سخونة من الصيف وتفرز لنا نوابا يتمتعون بهدوء الاعصاب والعقلانية.
هذا أقل ما نكافئهم به
في اواخر السبعينات دعاني احد الاخوة لحضور مناقشات حامية بين الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق – حفظه الله – وبين ما يسمى بأعضاء «حركة جهيمان» التي فتنت كثيرا من شباب الكويت ولطختهم بالافكار المتطرفة وأغرتهم بالخروج على المجتمع وتكفير الحكام والمسلمين، وظل الشيخ يحاورهم ويرد على شبهاتهم الكثيرة حتى ألفوا فيه كتبا تشتمه وتكفره مثل كتاب (رفع المطارق على عبدالرحمن عبدالخالق) لم نلبث الا قليلا حتى سمعنا عن هجومهم على الحرم المكي الشريف وقتالهم للسعودية والتي شاركهم فيها بعض الشباب الكويتي ثم تم اعدامهم.
ثم تابعت نقاشات الشيخ عبدالرحمن الكثيرة ضد افكار جماعات التكفير في مصر والدول العربية وحربه الشعواء عليهم وقد ألف عشرات الكتب في بيان منهج الوسطية ونشر السنة الصحيحة، كما كان مدرسا في مدارس الكويت اكثر من ثلاثين عاما يعلم ابناءنا المنهج الوسطي في الاسلام ناهيك عن دروسه ومحاضراته التي لا تنقطع.
كم أتألم عندما اقرأ لبعض الحاقدين الذين يستكثرون على الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق منحه الجنسية الكويتية بعدما شارف على السبعين من عمره وكذلك منح الشيخ عبدالله السبت الجنسية وهو كويتي بالاصل وله دور لا يقل عن دور الشيخ عبدالرحمن في محاربة التطرف والغلو ونشر السنة الصحيحة، ولسان حال هؤلاء الحاقدين يقول: لدينا قائمة من اصحاب الفن والطرب هم من يستحقون الجنسية لأعمالهم الجليلة، اما من أفنى عمره في خدمة الكويت وصان شبابها من الوقوع في شباك الغلو والتطرف فهو لا يستحق الجنسية، فحسبنا الله ونعم الوكيل.