أقلامهم

سعود السبيعي ممتدحاً كتلة العمل الوطني: ياسلام عليها وياحلاوتها.. هي الوحيدة التي مازالت تبهر الجمهور في الملعب السياسي

بيان كتلة العمل الوطني


سعود السبيعي


يا سلام على كتلة العمل الوطني ويا حلاوتها يا سلام فهي مازالت الكتلة البرلمانية الوحيدة التي تبهر الجمهور في الملعب السياسي، فقد جمعت بين الفن بكل أبعاده والعمل السياسي بكل أضداده، فما أجمل التوأمة بين الفن والسياسة فهي مزيج بين موسيقى موزارت وبيتهوفن والسنباطي وبليغ حمدي وبين لوحات سلفادور دالي ورسومات فان جوخ وبلاغة المتنبي وأدب شكسبير، جمعت بين حرفنة مارادونا وإبداع ميسي، مزجت بين الشرق والغرب وبين الأخلاق والسياسة رغم انها علاقة لا يفهمها إلا النبلاء ولغتها لا يتقنها إلا الفصحاء.


انهم فريق نيابي جمع بين الإسلامي والليبرالي المحافظ ومن هو خليط بين هذا وذاك، وحّدتهم القيم وأصبحوا كلمة في فم الوطن.


وبعيدا عن رومانسية الكلمات والغزل السياسي الذي أجبرني عليه جمال الصورة التي لم أر في المشهد السياسي أجمل منها فلم أسمع ولم أشاهد بيانا سياسيا تقرأه وكأنما تقرأ قصيدة لامرئ القيس أو خطبة للحجاج بن يوسف الثقفي كما قرأت بيانهم من حيث السمت والحكمة والاتزان، فلاحظوا معي تلك العبارة التي وردت في البيان «انطلاقا من حرصنا على التمسك بالدستور في اتخاذ مواقفنا وإجراءاتنا، فاننا نشدد على ضرورة أن تكون المعالجة ضمن إطار الدستور فلا ينبغي التفريط في الأصول والقواعد الدستورية في سبيل تحقيق غاية أيا كانت، حيث ان تكريس ممارسات غير دستورية من شأنه إرساء سوابق خطيرة قد تستغل في المستقبل في قضايا غير عادلة من فاسدين وأصحاب مصالح ضيقة».


هذا المقطع أو المقطوعة من بيان الكتلة هو بيت القصيد الذي تتجلى من خلاله أروع القيم والأخلاق السياسية، فهم وإن كانوا مع رئيس حكومة جديد وحكومة جديدة، إلا أنهم يرفضون أي محاولة غير دستورية لبلوغ هذا الهدف، وهم مع أي استجواب بشرط أن يكون ذا أهداف وطنية تخدم الصالح العام لا أجندات العمام، ويجب ان يكون مبنيا على حقائق دامغة ودلائل مقنعة بلا قناع، وهم مع عدم التعاون مع رئيس الوزراء إن كان ذلك وليد استجواب ثبتت مصداقية محاوره وعجز رئيس الوزراء عن اثبات عدم مسؤوليته عما جاء فيه من اتهامات، كما أنهم مع خيار صاحب السمو الأمير في حالة إعادة تكليف سمو الشيخ ناصر المحمد رئيسا للوزراء، لأنهم يرون ذلك حقا خالصا لصاحب السمو الأمير منحه له الدستور، فهم يرون من خلال بيانهم أن الغاية لا تبرر الوسيلة أيا كانت هذه الغاية من حيث السمو والدنو، ومن مبادئهم أنه لا يمكن لهم مهما كانت الأسباب طرح الثقة بوزير أو عدم التعاون مع رئيس الحكومة لمجرد أن هناك استجوابا قدم لهذا أو لذاك فلابد من الاقتناع بما جاء في محاور الاستجواب وبما جاء في ردود الدفاع، يرفضون القرصنة السياسية ويأنفون من عمل العصابات، لم يسمع الكويتيون منهم كلمات بذيئة بحق سمو الرئيس سوى الاحترام والنقد الحضاري، هذه هي الأخلاق والعدالة، وهذه هي روح الدستور وقبل ذلك كله خلق الإسلام الذي ذكره الله تعالى في كتابة الكريم (يأيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط، ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى، واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون).