أقلامهم

عبدالرحمن العوضي مهاجماً نواب المعارضة: لانعرف ماذا يريدون.. كل يوم يأتون بأسلوب غريب وأساليبهم مخالفة للقانون

لو نعرف ماذا يريدون!


د.عبدالرحمن العوضي


 


كل يوم يأتون بجديد وبأسلوب غريب في إبداء الرأي، وأغلب أساليبهم مخالفة للقانون وهم دائمو الشكوى لا يرضون عن شيء، وإذا تسلموا ميكروفوناتهم لا يسلم منهم أحد، حتى الكلمات البذيئة يتفوهون بها مع انها يمكن ان تعتبر جريمة قذف يحاسب عليها القانون.
لكنهم شاخوا على كل واحد حتى صاحب السمو عندما افتتح المجلس وقال كلاما يمس قلب كل إنسان كويتي محب لبلده، فبأسلوبه الديبلوماسي وبصراحته المعهودة لم يترك أي موضوع يشغل بال الكويتيين دون ان يتطرق اليه، وكانت كلمته شاملة احتوت على أغلب هموم أهل الكويت، ولكن مازال من يسمون أنفسهم بالمعارضين مستمرين في رأيهم ولم يسمعوا حتى نصائح وكلام صاحب الأمر والنهي الأول في البلاد، لدرجة ان الإنسان أصبح يشك في هؤلاء الناس، فهل حقا يريدون الخير لأهل الكويت أم انهم فقط يعيشون على إيذاء الناس وإيذاء الكويت ورسم صورة حزينة للكويت في الخارج؟!


لقد كنت في لبنان هذا الأسبوع ونحن نعرف لبنان فهو بلد الصراعات وبلد القبضايات وبلد المتمكنين من الأحوال السياسية وبلد القابضين على رقاب الفقراء والمساكين.


ما يثار في لبنان عادة لا يصل الى حلول ناجعة ولا تجد الحل النهائي ولكن مع ذلك عندما جمعتنا الصدفة مع بعض من الشباب والسياسيين في لبنان كانوا مستغربين لما يجري في الكويت، وقالوا نحن في لبنان إذا تشاجرنا واختلفنا فلا نخسر شيئا، وهي أصبحت عادة بين اللبنانيين منذ سنوات، أما أنتم الذين تعيشون في رغد العيش لماذا تكفرون بنعمة الله، ولماذا تدمرون بلدكم بأيديكم، وبكلام جارح يخدش العواطف والمحبة التي تعودنا عليها بين بعضنا البعض؟!


لم يكن لدي بطبيعة الحال جواب لأن ما يحصل في الكويت لا يقبله العقل ولا المنطق وأصبحت هواية التهجم على الناس واستعمال لعبة الصراع مع السلطة التنفيذية وسيلة للتجريح للسلطة التنفيذية وكأن هذه السلطة من الخارج، وأصبح كل من يعمل في السلطة التنفيذية يجد نفسه بين يوم وليلة متهما بالحرمنة والسرقة، وكان ردي عليهم دائما اننا لانزال حديثي العهد بالديموقراطية و50 سنة ديموقراطية لا تكفي خاصة اذا كانت قاعدة السكان متغيرة بسبب التجنيس، وإذا كان بينهم من لم يصل الى الاندماج الكامل، ومازلنا متعلقين بقبائلنا وطوائفنا وعوائلنا وفئاتنا وأسرنا والكل ينظر الى الكويت عن طريق ما تكسبه المجموعة التي ينتمي اليها.


هذه الصورة الكئيبة مع الأسف الشديد محزنة كما ذكرت، ولكن يتساءل الإنسان ماذا يريد هؤلاء الإخوان المستمرون في إيجاد تشنج سياسي وزوبعات تعصف بالكويت من خلال تشجيع الناس على العصيان على الحكومة من خلال الاعتصامات والمظاهرات والاضرابات متناسين ان الديموقراطية لها وجه واحد فقط هو ان يشارك الشعب في إدارة الحكم من خلال ممثليه في البرلمان فقط، وعدم اللجوء الى أسلوب الغوغاء والنزول الى الشارع لكل كبيرة وصغيرة، والصراخ هو أسلوب المفلس وغير المؤمن بالديموقراطية، حيث ان القاعدة الذهبية في الديموقراطية هي ان الرجوع الى التصويت هو الحكم العادل والفيصل في أي نقاش او خلاف، وبعد التصويت لا يجوز ان تتراجع مهما كانت النتائج.


هذه هي الديموقراطية يا إخوان، لو نعرف ماذا يريدون أو نعرف نواياكم الحقيقية لتعاونا معكم إذا كنتم جادين في مصلحة الكويت، اما إذا كانت نواياكم سيئة وضد مصلحة الكويت فستجدون كل كويتي موقفه يرفضكم ولا يقبل ان تعتدوا على الكويت التي وفرت لشعبها كل شيء، أما انتم باختلافكم معها فتعتبرون ما يسمونه بـ «ناكر النعمة»، فعودوا الى عقولكم واتركوا هذه المهاترات، واخدموا الكويت كيد واحدة على قلب رجل واحد تعاضد صاحب السمو الأمير، وتساعده على تحمل المسؤولية التي على عاتقه ونكون عونا له بدلا من ان نكون مصدر إزعاج يؤرقه ويجعله حزينا على ما يراه في هذا البلد الطيب.


سامحكم الله، بس لو فعلا تقولون ماذا تريدون؟