أقلامهم

خليفة الخرافي ينقل حواراً دار بينه وبين اللواء مصطفى الزعابي حول تعامل أجهزة الأمن مع المغردين

ضاعت الحسبة
*شعب مخدوم محشوم من المهد إلى اللحد
خليفة الخرافي 
 
في مساء الأربعاء 2011-11-2 ذهبت إلى ساحة الإرادة لإثبات موقف عن عدم قبولي بسجن المغردين في زنازين أمن الدولة لقناعتي ان عالم «تويتر» له وضع خاص وفيه كل شكل ونوع من الشخصيات والأفكار كل يغني على ليلاه، والتويتر أقرب للديوانية المفتوحة، فلا يؤاخذ ما يردده البعض من شذوذ وتطرف للأفكار والتوجهات.
إن دور أمن الدولة وجهاز الأمن الوطني هو رصد أفكار الشباب وتوصيلها الى السلطة للمبادرة بما يطالبون به، قبل أن تصل الى مرحلة المواجهة، فدورهما متابعة الحراك السياسي للشعب، ومحاولة سبقه بخطوة وليس التأخر عنه بخطوات. بينما كنت واقفا في ساحة الإرادة مشاركا عشرات الشباب المتجمهرين، وجدتهم يهرولون بشكل مفاجئ وسريع توقفوا بعدها لفترة قصيرة وتحركوا كمسيرة ولم أشاركهم وذهبت عائدا الى منزلي، وبعدها تناقلت الأخبار بالمدونات والتغريدات عن نوع من الاحتكاك بين القيادات الأمنية وبين بعض الشباب المحتج الثائر، وقد تداول أن من بدأ التعدي هي القيادات الأمنية، فتضايقت كثيرا لعدم حصافة القيادات الأمنية بالتعامل بشكل لائق مع الشباب.
وفي ضحى الخميس 2011/11/3 صادف أن قابلت اللواء مصطفى الزعابي في إحدى مناسبات العزاء فعاتبته على تعامله بأسلوب خشن مع الشباب المعتصم إلى درجة رفسه أحدهم برجله كما تردد وقيل، فأجابني، ونظرة الحزن في عينيه والاستياء في نبرة صوته وعلى وجهه تعابير الضيق واضحة: يابو مساعد بخبرتي وتخصصي في المجال الأمني تابعت أحداثا كثيرة متعلقة بتعامل الدول الحضارية ذات الديموقراطيات المتطورة وكيف يتعاملون بحزم وصرامة وشدة مع من يتجاوز الحدود، آخرها ما حصل بين رجال الأمن في الولايات المتحدة الأميركية ومجموعة من المواطنين الأميركيين في تظاهرات Wall Street في مدينة نيويورك موقع البورصة والمؤسسات المالية وكيف تعاملوا معهم بقسوة وعنف.
وأتمنى منك ان تشاهد ما عرضته الفضائيات العالمية وشاهده الملايين حين صوروا الاحتكاكات بين رجال الأمن الأميركيين والمواطنين الأميركيين وحصل ما يشابهها هذه السنة في عدة دول أوروبية لمواجهات بين رجال الأمن ومتظاهرين، وأتمنى منك يابو مساعد ان تشاهد الفيديو الذي يبين ما قيل انني رفست احد المتجمهرين والذي كان يرد بأسلوب فظ وفج ووقح اغلب للتطاول فضاعت الحسبة. حين شاهدت الفيديو وجدت ان الشاب الثائر الجالس معترضا على تواجد رجال الامن مقرنا قوله بالامساك بساق اللواء مصطفى الزعابي فوخزه (دفعه) بركبته وليس بقدمه الشاب الثائر. وفي الوقت نفسه شاهدت مجموعة من الفيديوهات تصور تعامل رجال الامن الاوروبيين والاميركان مع بعض المتظاهرين والمحتجين بعنف وقوة تصل الى الضرب بالهراوات والسحب والسحل وهي دول ديموقراطية بامتياز.
وأردف اللواء مصطفى الزعابي: اقولها لك بأمانة وصدق يابو مساعد كخبير امني، ضاعت الحسبة، لا بالنصيحة قادرون ولا بالحكمة قادرون ولا بالكلام الطيب قادرون.
واستدرك اللواء مصطفى الزعابي: اجتهدت وناشدت الدكتور احمد الديين لعدم وجود قيادات تنظيمية لهؤلاء الشباب ليعينني على السيطرة على الامور، واخذت بيده الى مكان الشباب المعترضين، واذا بي افاجأ انه اصبح يحمسهم بدلا من توجيههم بعدم الاحتكاك فضاعت الحسبة، ولا يمكن ان نسيطر على الامن مع انفلات الشباب واندفاعهم وضياعهم لعدم معرفتهم للخط الفاصل بين حق التظاهر والاعتصام وبين الفوضى التي قد تولد مشاكل نحن في غنى عنها، فلو اقدم احد الشباب المتهورين بالتطاول عليّ كقيادي مسؤول وقام باقي افراد القوة بالتحرك لردة فعل لضبط الامور مما يجعل تبعاتها خطرة، ففي هذه الاوضاع الفوضوية قد يحدث اي شيء ولأتفه سبب الى درجة لو رمى احد شراقي لولد مأساة، والخطر الأكبر في ظل هذه الظروف الاقليمية المتأزمة الخطرة قد تكون جهات ترغب في خلق زعزعة وبلبلة في الكويت لإثارة الاوضاع.
واضاف اللواء مصطفى الزعابي: لقد تعرضنا لإهانات كثيرة وتطاول وشتم في التجمعات والاعتصامات السابقة، كيف استطيع حفظ الامن واسيطر على الامور وبعض الشباب يقومون بالتطاول على رجال الامن ويعدون ذلك نوعا من البطولة؟ وختم اللواء مصطفى الزعابي كلامه: ليس لدينا مانع من التظاهر السلمي والاعتصام وهو حق دستوري لا خلاف عليه، انما نطالب ان تكون هناك قيادات تنظيمية من هؤلاء الشباب واعية ومسؤولة للتعاون معها للسيطرة على هذه المجاميع الشبابية الثائرة حتى لا ينفلت زمام الامور، لقد أصبحنا كرجال امن نعاني معاناة كبيرة في التعامل مع هؤلاء المتظاهرين بسبب الفوضوية، ونحن نتجنب مواجهتهم واستخدام وسائل يتم استخدامها في الدول المتطورة في نظمها البرلمانية للسيطرة على الامن.
***
• الشباب يعبر عن مكنون نفسه بطريقته وأسلوبه، ففيه اندفاع الشباب وحماسه، سواء في تغريداتهم أو في مسيراتهم، واعتصاماتهم، وقد يتعدى المألوف، وما نحتاجه هو ضبط النفس والحكمة في التعامل مع شبابنا الثائر الغاضب من اوضاع البلد بسبب تخبط وضياع كل من السلطة والنواب (معارضوهم وبصاموهم) لمدة 15 سنة من طلب التصويت كل عام على مشاريع قوانين تحارب الفساد حتى لو صوت معهم نواب معدودون، فما عليهم الا ان يقوموا بواجبهم التشريعي والرقابي. «100 مشروع قانون» ما زالت مهملة بأدراج لجان مجلس الأمة لتقصير وتقاعس نوابنا بالمبادرة بتبني كل دراسة مهملة قدمها خبراء مختصون لاصلاح اوضاع الكويت كما فعل نواب المعارضة بمبادرتهم بتأسيس شركة يا بقانون.
***
• نحتاج الى تثقيف شبابنا بكيفية تنظيم الاعتصامات بشكل يوصل الى الهدف المراد توصيله دون توليد احتكاك مع رجال الأمن من خلال قيادات شبابية تنظيمية واعية ومسؤولة قادرة على حفظ النظام بين الشباب حتى يكون الاعتصام والتظاهر بشكل راق وحضاري يليق بشباب الكويت العاشق لوطنه.
***
• المواطن الكويتي محشوم مخدوم منذ ولادته الى يوم وفاته، فليس هناك دولة في العالم توفر لشعبها من نعم وخدمات لا تعد ولا تحصى، فشعبنا ولله الحمد مرفه مدلل محسود من شعوب العالم أجمع، لكنه لا يرى ما أنعم الله علينا من نعم كثيرة تستحق الحمد والشكر ليلاً ونهاراً.
***
• نعم هناك قصور كبير وفساد يحتاجان الى همة عالية واخلاص في العمل من المعارضة والحكومة، وليس من خلال الصراخ الأهوج والتهور من قبل نواب المعارضة، وهم احد اسباب مشاكل البلد ومعهم السلطة.
***
• نرفض التطاول والمساس بسمو الأمير المفدى حفظه الله ورعاه، وولي عهده الأمين، ومن يسئ اليهما فقد اساء الى اهل الكويت جميعا.
***
• حصول عميد السلك الدبلوماسي، سفير دولة الكويت لدى المملكة المتحدة، خالد الدويسان، على جائزة الخدمة الاستثنائية للمجتمع الدولي التي تقدمها هيئة الأمم المتحدة، هو وسام على صدر كل كويتي.