أقلامهم

فؤاد الهاشم مهاجماً أحمد الديين: لديه مشكلة مع نفسه قبل أن تكون مشكلته مع النظام السياسي

نحن والكنديون.. “بطيختين في خيشة”! 


فؤاد الهاشم


صادفني أول ايام عيد الأضحى المبارك وأنا «رهين المحبسين» – غرفة الجلوس وغرفة المكتب – إما مستخدماً الكرسي بعجلات للتنقل بينهما، أومستعيناً بـ «المشاية» التي «أنط بها» مثل.. «الجربوع في .. قلمه شايع»!! عادت بي الذاكرة الى ما قبل خمسين سنة ماضية ايام الطفولة واستئجار الدراجات الهوائية في أيام العيد بسعر «روبية واحدة» في الساعة من «راعي قواري» من أهل «الزبير» يقول للأطفال الاشقياء الذين يتأخرون عن إرجاع دراجاتهم في الموعد المحدد.. «ما أنطيك القاري مرة ثانية»!! أعياد – زمان – كانت بسيطة الى درجة مذهلة! فهي مجرد «مراجيح صناعة محلية» وعربات تجرها الدواب، وحلويات بسيطة اما مستوردة من الهند أو العراق مثل «البرميت وفخوذ العبد» او مصنوعة محليا مثل حلوى «شعر البنات» اللذيذ والناعم والسكري، مع ان «شعور بنات زمان» كانت لا تختلف كثيراً عن بصيلات شعر.. «كوندوليزا رايس».. رحم الله أيامها!
ومع ذلك، فقد كانت الفرحة بالعيد صادقة مائة بالمائة وتظهر على الوجوه، كما انها تملأ القلوب، والناس تتبادل التهاني بكل شفافية، لا ان تقول لاحدهم «عيدك مبارك» وأنت تحسده على ماله او صحته او شهرته!! «الروبيات» كانت مبروكة اكثر من «الدنانير الجديدة» التي جاءت على أنقاضها، لكنها – اي هذه الدنانير – صارت أكثر بركة من الدنانير الاخرى التي جاءت بعدها.. وهكذا، ليبقى الماضي دائما له سحره الخاص وعبقه الجميل، وذكرياته التي لا تمحى!! وقبل ان اقول لكم.. «عيدكم مبارك وعساكم من عواده».. اسأل سؤالا واحدا وهو.. «لماذا لا يوجد محل في الكويت يقوم بتوصيل – ديلفري – لطلبيات.. شعر البنات.. الى المنازل؟! انا – شخصيا – واثناء جلوسي في غرفة المعيشة – ملفوف القدم – «مشتهي شعر بنات»، بشرط ان من يقوم بتوصيله لي الى المنزل هي.. «جومانة مراد» وحتى يصبح «العيد.. عيدين»!
???
.. كتب الزميل «خليفة الخرافي» مقالا في الزميلة «القبس» يوم امس روى فيه تفاصيل حوار دار بينه وبين الصديق العزيز اللواء «مصطفى الزعابي» حول التجمعات الشبابية الاخيرة التي حدثت في ساحة الارادة وغيرها، و.. نترك «الزعابي» يتكلم قائلا للزميل «الخرافي»: «اجتهدت وناشدت الدكتور احمد الديين لعدم وجود قيادات تنظيمية لهؤلاء الشباب ليعينني على السيطرة على الامور واخذت بيده، الى مكان الشباب المعترضين، واذا بي أفاجأ انه اصبح يحمّسهم بدلا من توجيههم بعدم الاحتكاك فضاعت.. الحسبة»!! انتهى كلام اللواء «الزعابي» الذي قاله – وهو يتألم – للزميل «خليفة الخرافي»! الدكتور «احمد الديين» – وشهادة الدكتوراه هذه لها حكاية سنرويها في وقت لاحق – لديه مشكلة مع نفسه قبل ان تكون له مشكلة مع النظام السياسي برمته في الكويت، فهو يشعر بداخله انه «ديوجين» الذي حمل مصباحا في رابعة النهار وسار بين البلاد والعباد قائلا انه.. «يبحث عن الحقيقة»! شارك «احمد» – أو الدكتور احمد – في احداث تفجيرات 1969 مع المرحوم الدكتور «احمد الربعي» والزميل «عبداللطيف الدعيج»، و«ناصر الغانم»، و«حسين اليوحة» وآخرين ممن صدرت ضدهم احكام بالسجن ثم اصدر المرحوم الشيخ صباح السالم عفوا عاما عنهم، باستثناء الراحل «الربعي» الذي هرب الي سواحل سلطنة عمان وانضم للثوار الذين كانوا يقاتلون في «ظفار» بدعم من الصين والجزائر!! مثلما حدث لأبطال مسرحية «مدرسة المشاغبين»، عندما وفقهم الباري عز وجل في دنياهم – بعد تلك المرحلة – فالربعي – رحمه الله – صار نائبا ثم وزيرا، وكذلك اصبح «الدعيج» كاتبا صحافيا مرموقا، ونجح بقيتهم في اعمالهم سواء التجارية او المهنية، باستثناء واحد فقط، هو.. «هادي الجيار» – في المسرحية – و«احمد الديين» في مجموعة ابطال التفجيرات!! ذات يوم كنت في القاهرة – لبضعة أيام – فعدت الى الكويت ووجدت ان «الديين» صار نائب رئيس التحرير في جريدة «الوطن» فلما وصله مقالي اليومي، شطب السطر الاول، ثم السطر الرابع، ثم.. السطر السابع، ثم.. السطر التاسع بحجة ان ما كتبته «لا يروق له سياسيا»، وأعاده لي «مهلهلا»، فقلت للزملاء – ضاحكا – إن «أحمد يصلح خياطا لبدل الرقص الشرقي أكثر من صلاحيته كنائب لرئيس التحرير»، بعد ان جعل مقالي مثل بنطال وقميص «اوليفر – تويست» في القصة الشهيرة!! حاول «أحمد الديين» ان «يحقق ذاته و.. يكوّن نفسه» – بالتعبير المصري – فقرر خوض الانتخابات البرلمانية، فزرته في مقره بمنطقة «مشرف» فأخذ يسخر من المرشح «محمد الحفيتي» – الشهير بـ«البديل» – وقال لي ان «الحكومة هي التي جاءت به كمهرج من اجل السخرية من الديموقراطية»، ولأنه «يعشق حتى الثمالة» نظرية «المؤامرة ومن بقايا الحرس السوفياتي القديم»، فكل شيء عنده هو.. «امبريالي، صهيوني، رجعي، ديماغوجي، سفسطائي، براغماتي، حكومي، فوضوي»…. الى آخره! هو – وحده – «الكامل والكامل.. الله»، ومع ذلك، فقد حصل «الحفيتي – المهرج» على حوالي 550 صوتا في تلك الانتخابات بينما حصل «الديين» على.. «120» صوتا فقط، ثم تكرر الترشح وتكرر.. السقوط وانتهى به الامر لأن يجلس في ساحة الارادة محرضا الشباب المندفع على الصدام مع الشرطة لعله ينجح في أمر واحد – امر واحد فقط – طيلة مشوار عمره الطويل –والفاشل- هذا!! اتقدم بخالص الاعتذار الى اللواء «مصطفى الزعابي» ورجال شرطته على تصرفات سفهاء قومنا ونسأل الله عز وجل ألا يحاسبنا عليها يوم لا ينفع مال ولا بنون!
???
.. مناشدة إلى معالي وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد:
.. أتمنى الطلب من حكومة كندا الصديقة ان تعيد صلاحية منح تأشيرات الدخول الى اراضيها لسفارتهم في الكويت – للزيارة والسياحة والدراسة – عوضا عن حصرها في سفارتهم بالعاصمة الإماراتية «أبو ظبي» وذلك تخفيفاً للمواطنين الراغبين في السفر الى هناك وعدم الحاجة للمغادرة الى «أبو ظبي» لبضعة ايام من الانتظار لحين الحصول على الفيزا المطلوبة خاصة واننا منحناهم قاعدة عسكرية وبتكلفة ثلاثمائة مليون دولار، و.. «صرنا وياهم بطيختين في خيشة واحدة»!!