التعامل مع شباب التويتر
د.شملان يوسف العيسى
لقد أخطأت الحكومة ممثلة بوزارة الداخلية باعتقالها الشباب المغردين وقد افرجت النيابة العامة عن المغردين طارق المطيري وحمد العليان وذلك بعد قرارها تأجيل التحقيق معهما الى ما بعد العيد بعد توجيه تهمة المساس بالذات الاميرية لهما.
الاخبار التي نقلت عبر التويتر تشير الى معلومات تتعلق بملاحقة نحو 61 مدونا وتوجيه اتهامات لهم بالمساس بالذات الاميرية على ان يتم تحريك القضايا بعد نهاية عيد الاضحى.
نأمل ان تكون المعلومات التي تناقلها الشباب غير صحيحة لان معالجة هذه القضية الشبابية المعقدة بملاحقة المغردين امنيا امر غير مقبول في ظل الطفرة التقنية التي يشهدها العالم المعاصر.. جمعية حقوق الانسان الكويتية حذرت من تقييد الحريات ومحاولة تكميم الافواه لان هناك قصوراً تشريعياً في هذا الشأن وقد طالبت الجمعية بتدخل تشريعي لمواجهة القصور في التشريعات القائمة في التعامل مع متطلبات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
على حكومتنا ان تعي بان كل الدراسات اكدت قبل موجة الاحتجاجات العربية ان الشباب العربي الذي يشكل ما نسبته %60 من السكان العرب لم ينغمسوا في نموذج الثقافة العربية ولا المد الديني والطائفي بل كانت المفاجأة انغماسهم في شبكة التواصل الاجتماعي والانترنت.
كنا نتمنى من وزارة الداخلية او الحكومة اجراء مسح ميداني عن الشباب وبماذا يفكرون؟ وما هي اهم اهتماماتهم في عام 2011؟
الدراسة الميدانية التي اجرتها شركة بوز Booz and Co. Youth in GCC Countries – Meeting the challange 2011 اوضحت ان اهتمام %87 من شباب الخليج هو ايجاد وظيفة وهذا امر مستغرب في بلدان تعتمد اعتمادا كبيرا على العمالة الاجنبية بنسب كبيرة تفوق اعداد المواطنين وقد يكون سبب قلق الشباب الخليجي في مجال العمل يعود الى تدني مستواهم التعليمي وجاء اهتمام الشباب الخليجي بإيجاد مراكز حكومية لرعاية الشباب بنسبة %65 والبحث عن وظيفة حكومية بنسبة %62 والمطالبة بإبقاء المرأة بالمنزل لرعاية الاطفال والطبخ هو احد المطالب الشبابية.
في دراسة اخرى موسعة قدمها المرحوم د.خلدون النقيب عن اتجاهات الشباب في دول مجلس التعاون وشملت 5 دول خليجية هي الكويت الامارات – البحرين – وعمان والسعودية اجريت في عام 2006 وكان السؤال المباشر هل ترى ان النظام السياسي يحتاج الى مزيد من الديموقراطية والمشاركة السياسية وقد تراوحت الاجابة من بلد الى آخر كالتالي البحرين %83 وهي الدولة الاكثر مطالبة بالديموقراطية بين شبابها، وقد شهدت البحرين هذا العام احتجاجات قوية مطالبة بالتغير لطبيعة نظام الحكم.. تليها السعودية بفارق بسيط جدا وهو %1 بنسبة %82 نسبة المطالبين بالديموقراطية وجاءت سلطنة عمان بالمرتبة الثالثة بنسبة %72 وبعدها الكويت بنسبة %60 وكان آخرها دولة الامارات بنسبة %37 وقد اوضح النقيب بان هذه الفروقات الشديدة بين الشباب الخليجي تحتاج الى مزيد من الدراسة.
ما نود ان نؤكد عليه هنا ان شباب الكويت لديهم اهتماماتهم الخاصة ومشاكلهم المحلية ولا يلتفتون للقضايا السياسية الا في فترة الانتخابات البرلمانية وقد يعود السبب الى وجود الدولة الريعية ومجتمع الرفاهية وذلك لا يعني بان الشباب لا يهتم بالسياسة.. بل يعني بان توجهات شبابنا ذات طابع اصلاحي تدريجي وليس ثورياً كما يعتقد رجال الداخلية.
نأمل من الاخ احمد الحمود وزير الداخلية الا تتدخل الوزارة في قضايا الشباب ومشاكلهم واحاديثهم الخاصة، فهؤلاء الشباب يعون تماما مسؤولياتهم ولا يوجد من بينهم اشخاص غير موالين للنظام، ولا يجوز القبض عليهم حتى يتم تشريع قانون خاص بجرائم الانترنت والفضائيات
أضف تعليق