أقلامهم

جعفر رجب: المعارضة الكويتية أضاعت بوصلتها وضلت الطريق وقضية الفتاة مع الضابط تحولت إلى قضية شخصية وطنية دستورية

النواب في غرف النوم


جعفر رجب


المعارضة الكويتية الرشيدة، اضاعت بوصلتها وضلت الطريق… خرجوا من قاعة عبد الله السالم، واتجهوا الى ساحة الارادة، وساحة الصفاة، وساحة البلدية، ثم ساحة وزارة التربية… واخيرا تدخلت قواتها، فتظاهروا واعتصموا في غرف النوم!
وتحولت قضية الضابط مع الفتاة والتي يبدو انها قضية شخصية، وتحصل في احسن العائلات، الى قضية قومية وطنية دستورية تحتاج الى التدخل من قبل الحكومة ووزير الداخلية، والا ستتدخل المعارضة وتستجوب الحكومة والامم المتحدة، دفاعا عن الفتاة لان شرف البنت «زي عود الكبريت» ونوابنا مثل الكبريت قابلين للاشتعال…!
تدخل النواب بهذه الطريقة، يعني ان المعارضة مستعدة للذهاب الى ابعد مدى، وستضرب بمخدات النوم بدلا من الدستور، وستستخدم الشراشف والبطانيات كسلاح في مواجهة الحكومة، وسيستخدم النواب حصانتهم دفاعا عن «المحصنات» الشريفات!
وهذا يعني في المقابل، ان الموالاة سيلجأون الى السلاح نفسه، فمن قبل فتحت المعارضة باب الشتائم فردت الموالاة بشتائم اكبر، وفتحوا باب الشيكات وتبين ان قبيضة المعارضة اكثر من الموالاة، وفتحوا باب التحويلات فظهرت التحويلات من السفارات الخارجية، وفتحوا باب العقارات والقسائم وتبين ان نواب المعارضة عقاراتهم دولية، ورشاواهم إقليمية…! وفتح باب الآن الأخلاق والشرف، وهذا يعني ببساطة ان الموالاة سترد بالمثل، و«سي دي» مقابل «سي دي»، وغرفة نوم مقابل غرفة نوم… وستكتب على باب الأخبار السياسية المحلية مستقبلا (+ 18)!
القضية ليست قانونا، ولا امن، ولا امان، ولا عشقا وحبا في الالتزام بالقانون والدستور، وبعض نواب المعارضة كما الموالاة، أكثر الناس ارتيادا للمخافر، وأكثرهم حرصا على الدوام ليليا فيها من اجل التوسط لمهربي المخدرات، وهاتكي اعراض الاطفال، والمتحرشين بالنساء، واللصوص… فلا شعاراتهم البراقة تنظفهم، ولا ماء زمزم يطهرهم من افعالهم!
ولكن تفاءلوا، بين كل هذا الخراب خرج النائب وليد الطبطبائي بنظرية جديدة، وهي أن للسيد وليد والحربش والوعلان حوبة على من تهجموا عليهم من ضباط الداخلية… وتصريحه ذكرني بفيلم عربي تاريخي قديم، كان يعرض بالعيد، حين يقف الممثل في نهاية الفيلم ليكسر الأصنام، ثم يقول فجأة «شلت يدي» ثم يحركها مرة اخرى ويقول ساخرا «انها سليمة» فيضحك المسلمون وينتشر الإسلام ويندحر الكفرة ويخلص الفيلم… وها نحن نتابع ضحكنا في فيلم عيد لا ينتهي!
*
ونبتسم تفاؤلا مع الأخبار المفرحة، والخبر هو انتصار الكويت في «اليونسكو» فقد اعلن ان الكويت اصبحت عضوة في «اللجنة الدولية الحكومية لأخلاقيات البيولوجيا» بالإضافة إلى عضويتها في «لجنة البرنامج الهيدرولوجي»… ان قلنا لكم ابتسموا فابتسموا، بوركتم من شعب!