أقلامهم

ضاري المطيري: كثيرون لم يهضموا تحالف حماس مع إيران ومندوبها في لبنان حزب الشيطان.. لذلك لن نتعاطف معها بعد اليوم

“حماس”… لن نتعاطف معكم بعد اليوم


ضاري المطيري


يقول نبينا صلى الله عليه وسلم «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر»، وفي حديث آخر يقول «من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم»، هذه النصوص النبوية هي التي فرضت علينا نصرة فلسطين، واستشعار معاناة أهالي غزة المحاصرة، لكنها نصوص غفلت عنها القيادات هناك، ولا أدري لماذا؟ فإلى الآن لم نسمع استنكارا من حركة «حماس» يشفي الصدور ويبرئ الذمة على الأقل حول مجازر النظام السوري ضد شعبه الأعزل، فهل يا ترى دماء الفلسطينيين أغلى بكثير من دماء السوريين؟


حقيقة أنا من الكثيرين الذين لم يهضموا تحالف «حماس» مع إيران التوسعية ومندوبها في لبنان حزب الشيطان بالمرة، لاختلاف منطلقاتهم الدينية تماما، لكني كنت أختلق لهم الأعذار، وأزعم أن لجوءهم إلى هذه التحالفات المشبوهة هو نتاج ما واجهوه من خذلان عربي بعد الانتخابات الفلسطينية النزيهة التي اختار فيها الشعب «حماس»، وبالأخص الجفاء التي لاقته من مصر والأردن، لكن في المقابل كان من المفترض أن يكون هذا الخذلان والجفاء سببا رئيسيا لوقوف «حماس» مع الشعب السوري واستشعارهم لمعاناته، خاصة أنها ذاقت من نفس الكأس الذي ذاقه الشعب السوري، من تنكيل يقابله صمت عربي ودولي، اللهم إلا إذا كان لحركة «حماس» رأي آخر في الموضوع، فتجيز اضطهاد الشعب العربي على أيدي العرب أنفسهم، في حين يحرم ذلك على اليهود، رغم أن كل ما رأيناه وسمعناه وقرأناه من أنواع التنكيل والتعذيب الذي مارسه الأمن السوري والشبيحة في الأشهر الماضية مع الشعب السوري لا يقل عن بشاعة ما مارسه الجيش الإسرائيلي في غضون سنوات مع الشعب الفلسطيني.


هذه الرسالة لا تشمل الشعب الفلسطيني الحر بالتأكيد، (ولا تزر وازرة وزر أخرى)، كما لا يفهم منها موازاة «حماس» و«فتح» في الجريمة والخيانة، لأن الثانية نحن غاسلون أيدينا منها للآخر، وما عليها شرهة، لكن الرسالة تخص «حماس» وحدها، تلك الحركة الإسلامية التي كنا ننتظر منها الكثير والكثير، لكنها مع الأسف خذلتنا، ولن نستطيع بعد اليوم طمطمة أخطائها الجسيمة في خذلان العرب والمسلمين، لكن كلنا أمل في أن يراجع الإخوة في حركة «حماس» حساباتهم ويعيدوا ترتيب أوراقهم، وكما قيل «أن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا»، ونتمنى من الله أن يخيب ظن خصوم الحركات الإسلامية وخصوم حركة «حماس» فيها عبر صحوة وفزعة نسمعها قريبا من الإخوان في غزة الحزينة.