من الأمور التي أحافظ عليها منذ الصغر أنه عندما تدق الساعة التاسعة مساءً.. تجدني أقلب بين القنوات لمشاهدة نشرة الأخبار.. وإذ بالريموت يختار المذيعة المتألقة سميرة عبدالله.. لكن الخبر الذي شاهدته لم يكن بمثل جمال أدائها؛ إذ كان عن المعتقلَيْن الكويتييْن في معتقل غوانتنامو.. فايز الكندري و فوزي العودة، حيث لم يحظيا حتى اللحظة بأي محاكمة عادلة، وقد تسرب فيديو يروي لنا لحظات من كيفية معيشتهما، وهما في قفص مكشوف الجوانب، وكأنهما في حديقة الحيوان !! فإن كانت القرود تدخل البهجة في نفوس روادها.. إلا أن تلك المناظر قد أشعرتنا بالإشمئزاز وأطاحت باسم الولايات المتحدة من عليائها كرائدة لحقوق الإنسان في العالم كله!
فإذا كانت أميركا قد مارست حقها في مطاردة من تسببوا في حدوث هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 إيماناً منها بأن حماية المواطنين الأميركان هي الغطاء الشرعي والدافع المعنوي لذلك. فعليها أن تعلم أن قيم العدالة لا تبرر لها أن تأخذ الصالح بالطالح والبريء بالظالم، وليس لها أن تطلق العنان لكيل الاتهامات بلا محاكمة عادلة أمام القاضي الطبيعي.. فالإدانة تكون بناءً على الجزم واليقين، وليس الشك والتخمين. ومن باب بذل السعي وإن قل.. فقد قمتُ بإرسال تغريدة بالتويتر لكل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس الأمريكي باراك أوباما طالباً منهما بذل المساعي لإطلاق هذين المعتقلين.
وإنني على ثقة بأن الناشطين الحقوقيين والمسؤولين في دولة الكويت وخاصة وزارة الخارجية لن تتوانى في بذل الجهود السياسية والدبلوماسية للحؤول دون استمرار هذا الوضع غير القانوني وغير الأخلاقي، حتى لو بلغ بها الأمر بتوفير الحماية الدبلوماسية للرعايا الكويتيين في الخارج و منهم المواطنيْن فايز الكندري و فوزي العودة.. وأذكر هنا أيضاً المواطن حسين الفضالة المختطف منذ 3 سنوات و نيف؛ إذ إن تلك الحماية الدبلوماسية تشمل أي مواطن يتواجد في أي بقعة من العالم، ولا سيما، وقد توافرت شروط ممارسة هذا الحق وهي: الجنسية واستنفاد طرق التظلم الداخلية والأيدي النظيفة، فهم مواطنون كويتييون لم يتم تمكينهم من التظلم بأي صورة كانت، كما أن أيديهم لا تزال نظيفة فهم غير مدانين حتى اللحظة؛ حيث لا تجريم إلا بقانون ولا عقوبة إلا بنص.
في النهاية أقول.. إذا كانت أميركا قد أمهرت جواز سفر مواطنيها أنهم في حمايتها فوق أي أرض وتحت أي سماء، فإن الكويتي هو في حماية قلب كل الكويتيين أينما كان و حيثما كان، فإما أن يتم محاكمة المعتقلين أو أن يتم إطلاق سراحهم.. قضي الأمر الذي فيه تستفتيان.
نبراسيات: إلى كل فاسدٍ قد توسد أمراً: قول حاحا!!
عبدالله فيروز – كاتب كويتي و ناشط حقوقي
@AbdullahFairouz تويتر
أضف تعليق