رياضة

بعد فراق دام 17 عاماً
أميرة القارة السمراء .. تبتسم للترجي التونسي

أحرز الترجي التونسي لقب دوري أبطال أفريقيا بعد فراق دام 17 عاماً، عقب فوزه على الوداد البيضاوي المغربي بهدف نظيف في المباراة التي أقيمت بينهما بتونس، في إياب نهائي البطولة المعروفة باسم أميرة القارة السمراء. 
وتأهل الترجي بهذا الفوز إلى نهائيات كأس العالم للأندية التي تقام الشهر المقبل باليابان لأول مرة في تاريخه. 

أحرز هدف اللقاء الوحيد “هاريسون أفول” في الدقيقة 21 من المباراة، التي جاءت مثيرة للغاية طوال شوطيّها، وحبست أنفاس الجميع حتى إعلان الإيفواري “ديزيريه نوماندييه” حكم اللقاء صافرة النهاية.
لم تدم لحظات جس النبض كثيراً في الشوط الأول، ونجح فريق الترجي في الدخول سريعاً في أجواء اللقاء، بتسديدة قوية من لـ”أسامة الدراجي” مرّت أعلى العارضة في إنذار تونسي مبكر في الدقيقة الثانية من اللقاء.
ووضح منذ البداية ان الوداد لن يكون منافساً هيناً، من خلال تنظيمه أكثر من هجمة سريعة عن طريق انطلاقات “ياسين لكحل” و”سعيد فتاح”.
في الدقيقة 10 انطلق “يانيك نيانج” في العمق.. ودخل منطقة الجزاء إلا أن “هشام العمراني” تدخل في توقيت أكثر من مناسب، ليحوّل الكرة إلى ركلة ركنية، قبل أن يسددها المهاجم الكاميروني في المرمى.
اعتمد الوداد البيضاوي على تأمين دفاعاته في المقام الأول، أمام الهجوم المتواصل للترجي الذي كان يسعى لإحراز هدف مبكر يفتح به اللقاء.
وكان للاعبي الوسط في الترجي دور كبير في فتح ثغرات في الدفاع المغربي بقيادة “مجدي تراوي” و”يوسف المساكني” و”أسامة الدراجي” و”وجدي بوعزي”، إلى جانب انطلاقات “هاريسون أفول” من الجانب الأيمن.
وبعد الكثير من المحاولات الهجومية من جانب أبناء باب سويقة، نجح الظهير الغاني “أفول” في إلقاء كلمة الإفتتاح، عندما استلم الكرة في الناحية اليمنى، وراوغ “عبد الرحمن مساسي” مدافع الوداد، وسدد كرة بمهارة فائقة لتسكن الشباك المغربية في الدقيقة 21.
الهدف لم يقلل من عزيمة التوانسة لإحراز المزيد من الأهداف، وركز الترجي في هجومه على انطلاقات الغاني “أفول” الذي أهدى تمريرة رائعة لـ”أسامة الدراجي” في مواجهة المرمى، إلا أن الأخير أطاح بالكرة أعلى المرمى.
وفي الدقيقة 31.. أنقذ الحارس المغربي البديل “بونو” مرماه من هدف، مؤكد عندما حول تسديدة “نيانج” لركلة ركنية بصعوبة.
وكادت كل الاوراق أن تختلط في الدقيقة 32، عندما نجح الكونغولي في ضرب الدفاع التونسي، لينفرد بـ”المعز بن شريفية” حارس الترجي، لكن المهاجم الكونغولي سدد الكرة ضعيفة بغرابة شديدة في قدم “بن شريفية” في الظهور الأول للحارس التونسي.
وعلى الرغم من هذه الفرصة.. فإن الأداء الهجومي للوداد لم يكن على مستوى اللقاء والنتيجة، وواصل الترجي الرياضي فرض سيطرته وسطوته على أجواء اللقاء، والظهور كثيراً في المناطق الهجومية، والوصول للمرمى المغربي في عدة مناسبات تصدى لها دفاع الوداد وحارس مرماه. 
وقبل أن يلفظ الشوط الأول أنفاسه الأخيرة أخرج الحكم الإيفواري “نوماندييه” البطاقة الحمراء للمغربي “مراد لمسن” لتعديه بالضرب على “نيانج” بدون كرة.
طرد “لمسن” وضع “دوكاستال” المدير الفني للوداد في وضع صعب للغاية، في وقت كان يبحث فيه عن تطوير أداء الفريق الهجومي. وعلى الرغم من دخول بطل المغرب ناقص العدد، لكنه نجح في الدقائق الأولى من الشوط الثاني في مبادلة الترجي التونسي الهجمات. 
في الدقيقة 60.. أجرى “دوكاستال” تغييراً هجومياً بإشراك “أيوب سكوما” بديلاً لـ”سعيد فتاح”، في إعلان صريح عن نواياه الهجومية على أمل إدراك التعادل. 
لعب الترجي في الشوط الثاني بحذر كبير، خوفاً من المناورات المغربية، واكتفى الترجي في هجومه على الكرات المرتدة، معتمداً فيها علي سرعة ومهارة لاعبيه “بوعزي” و”المساكني” و”نيانج” مستغلين المساحات الخالية في دفاع الوداد.
بشكل عام انخفض إيقاع اللقاء خلال الشوط الثاني على عكس المتوقع، خاصةً من الترجي الذي لم يستغل النقص العددي في صفوف منافسه بالشكل المناسب، في وقت حاول فيه الوداد ونجح في تهديد المرمى التونسي في عدة مناسبات. 
أجرى الوداد تغييره الثاني بإشراك “يوسف القديوي” بدلاً من “ياسين لكحل” لزيادة الضغط الهجومي، خاصةً من الناحية اليسرى، مستغلين انخفاض مستوى “أفول” بشكل واضح. 
فطن “نبيل معلول” المدير الفني للترجي إلى ثغرة الجبهة الدفاعية اليمنى لفريقه، فقام بسحب “يوسف المساكني” وإشراك “كوليبالي” لتعزيز الدفاع في الدقيقة 75. 
في الدقيقة 76.. أهدر “نيانج” فرصة قتل اللقاء، عندما انفرد بالحارس المغربي “بونو”، إلا أن الأخير تألق وأبعد الكرة عن مرماه. 
أجري الترجي تغييره الثاني، بنزول “المولي” بدلاً من “أسامة الدراجي”، وأعقبه بتغيير ثالث بنزول “خالد العياري” بدلاً من “نيانج”، ورد الوداد بتغييره الثالث بإشراك “أنجان” بدلاً من “ياسين الرامي”. 
شهد الربع ساعة الأخير من اللقاء قمة الإثارة، وسط محاولات مغربية للوصول إلى المرمى التونسي لإدراك التعادل، لكنها لم تكن بالشكل المطلوب لتحقيق ذلك. 
في الوقت ذاته وصل الترجى للمرمى المغربي في الدقائق الأخيرة، لكن تألق الحارس المغربي “بونو” حال دون إحراز الهدف الثاني.