أقلامهم

الذايدي يكتب عن الكويتيين الكلاب

علي الذايدي
الكلاب 
عندما قال الدكتور عبيد الوسمي عبارته الشهيرة “ الكلاب من أهل الكويت” غضب البعض “أو اشتهى أن يغضب”بحجة أن الدكتور عبيد أهان الكويتيين بهذه العبارة.
مع أن أبسط قواعد اللغة العربية تفيد بأن كلمة “ من “ تستخدم للتبعيض واقتطاع الجزء من الكل، كقولنا “أحضر لي بعضا من التفاح الذي بالسلة ، أي بعض ثمار التفاح وليس كل التفاح الذي بالسلة ، أو أمددني ببعض من الجنود، أي عدد محدود من الجنود وليس الجيش كله.
وكلام الدكتور واضح يفهمه حتى البنغال حديثي العهد باللغة العربية، ولكن شيئا ما في نفوس البعض حور الكلم عن مواضعه وعمم العبارة لتشمل كل الشعب الكويتي وهو الأمر المخالف للحقيقة لأن هذا البعض وجد في كلام الدكتور عبيد فرصة لضرب التيار المحارب للفساد في البلد.
واليوم يظهر لنا في كل يوم واحد من هذا البعض في لبوس مختلف ، وإن كانت تجمعهم نفس «الفصيلة» إلا أن اصواتهم تختلف من شخص لآخر.
فأحيانا يأتون على شكل نواب في البرلمان يبيعون أياديهم لمن يدفع أكثر.
وأحيانا يتشكلون على شكل مخرجين ومنتجين للأعمال الهابطة والمسرحيات التافهة التي شوهت صورة المجتمع الكويتي في الخارج.
وأحيانا يجيؤون على شكل قيادات أمنية من صميم عملها المحافظة على أمن المواطنين ولكنها هي سبب خوف المواطنين، فتقتلهم وتزور محاضر لهم لكي يضيع دمهم هباء منثورا.
أو قيادات أمنية عملها محاربة الرذيلة وانتشار الخمور وجلسات الأنس الشيطانية وتكون هي نفسها من أصحاب هذه الجلسات.
وأحيانا قيادي في احدى الإدارات يمارس فئويته وطائفيته العفنة على المواطنين، فيسهل معاملات الفئة أو الطائفة التي ينتمي لها ويعطل معاملات الآخرين.
أو شخص مريض يطعن في وطنية الناس ويصنفهم على أسس مناطقية، ويطعن في ولائهم.
وغيرهم أيضا ممن لا يتسع المجال لذكرهم وذلك لكثرة أنواع الفساد الذي يرعاه هؤلاء في ظل صمت السلطة عن محاربته لانشغالها بمحاربة تيار الإصلاح والمصلحين الذين يحاولون كبح جماح هؤلاء «المسعورين» ..!
 
خاطرة
 
قال ابن المرزبان صاحب كتاب “فضل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب”
(اعلم أعزك الله أن الكلب لمن يقتنيه أشفق من الأخ الشقيق على أخيه وذلك أنه يحرس صاحبه ويحمي حريمه شاهدا وغائبا ونائما ويقظانا ولا يقصر عن ذلك وإن جفوه ولا يخذلهم وإن خذلوه).