منوعات

هالة سرحان تستجيب لعبد الماجد وتبني جداراً يفصلها عنه في الاستديو

لأن “أعضاء الجماعة الإسلامية لايظهرون مع مذيعات غير محجبات” برر الشيخ عاصم عبدالماجد المتحدث باسم الجماعة الإسلامية اشتراطه بأن تكون المذيعة هالة سرحان في غرفة وهو في غرفة أثناء اللقاء الذي جمعه بها على الهواء مباشرة في برنامجها “ناس بوك” حيث تم بالفعل  بناء جدار داخل الأستوديو ليفصل بين عبدالماجد، وهالة، التي كان يجلس بجوارها الصحفي وائل قنديل واالباحث السياسي عمار علي حسن.



بدأت هالة سرحان عرض تقديم للشيخ عبدالماجد ثم جعلت الكاميرا تظهر الحائط الذي يفصله عنها وعن ضيفيها، وقالت إن عبدالماجد هو الذي طلب ذلك وأنها احترمت رغبته وسألته “هل المرأة مرفوضة عندك إلى هذا الحد؟ ثم طلبت منه أن يوضح أسباب ذلك للمشاهدين، فقال عبد الماجد:”قد تكون هذه الصورة جديدة عليك وعلى المشاهدين، لكنها صورة قديمة قدم هذا الدين الإسلامي، وأنها تطبيق لحكم الله الذي قال في كتابه الكريم عن أمهات المؤمنين الذين هن أفضل مني ومنك (وإذا سألتموهن متاعًا فاسألوهن من وراء حجاب) فنحن ابتعدنا عن هذه الصورة، لكنها قريبة إلى قلبي وإلى قلب كل مؤمن متمسك بالقرآن وبالشريعة الإسلامية”. 

 

وتابع عبدالماجد: “الرسالة الإعلامية ستؤدى على أكمل وجه برغم هذا الحجاب، فأنت ستسألين عن كل شيء كما يحلو لك، وأنا سأجيب عن كل أسئلتك بكل توسع لأن هذا الحجاب ليس حاجزًا للأفكار ولكنه امتثال لأمر الله”.



وهنا تحدث  الكاتب الصحفي وائل قنديل عن  اختلافه مع تفسير الشيخ عبد الماجد للأية القرآنية التي ذكرها، حيث أخرجها عن سياقها للتعميم، لكنها نزلت في سياق معروف، وهو أن الصحابة كانوا يذهبون لبيت رسول الله، وأحيانًا كانوا يدلون البيت دون تنبيه أو استئذان فكانت زوجات الرسول يشعرن بالحرج لأنهن قد يكن لسن على استعداد لأن يراهن أشخاص غرباء فنزلت هذه الأية حتى لا يدخل الصحابة بيت رسول الله دون استئذان.



وأضاف قنديل: “نحن الآن لسنا في منزل بل نحن في أستوديو وهو مكان عام بمعنى أن المذيعة هالة سرحان مستعدة لاستقباله وليست في منزل وتجلس بملابس المنزل أو تشعر بحرج من رؤيته لها”.



ووجهت سرحان سؤاله إلى عبدالماجد قائلة:” معنى جلوسك وراء حجاب أنك تعترض على عملي كإعلامية يا شيخ عبد الماجد؟ أي أنك ترفض عمل النساء بالإعلام؟”، فأجاب قائلا: “لو أنني اعترض على عملك كمذيعة لما أتيت إليك من الأساس، لكن مثلما يرى المجتمع أن المذيعة حرة في أن تظهر بالشكل الذي يحلو لها، فأنا أيضا من حقي أن أظهر بالشكل الذي يتفق مع فكري وديني”. 



وعن حديث قنديل عقب عبدالماجد قائلاً: “إن العبرة في القرآن الكريم بعموم اللفظ وليس خصوص السبب، وهذه هي قاعدة معروفة، وأعيب عليك أن تطعن في شرف زوجات رسول الله وتقول: إن الصحابة كانوا يدخلون عليهن مباشرة ويشاهدوهن في شكل غير ملائم”. 



وهنا غضب قنديل وقال له “أنا لم أظن في زوجات الرسول، بل قلت إن الأية نزلت لتمنع عنهن الحرج وتحدد قواعد تعامل الصحابة مع بيت رسول الله، فأرجوك لا تتهمني ولا يجب أن نبدأ الحلقة بالاتهامات دون سند أو تحريف الكلام، وأريد أن أسألك (ألم تسافر بالطائرة وتتعامل مع مضيفات عليها فما الفارق بينهن وبين المذيعات في البرامج؟)”. 



فقال عبد الماجد: “نعم أنا سافرت على الطائرة كثيرًا وغضضت بصري عن المضيفات لأني كنت مضطرًا لركوب الطائرة من أجل السفر للحج، ولكن أنا لست مضطرًا للحضور إلى هذا البرنامج، ولذلك طلبت عمل هذا الحجاب، فأنا لم أفرض على أحد أن أظهر في هذا البرنامج رغمًا عنه، ونريد أن نطمئن الناس أننا في الجماعة الإسلامية لا نفرض شيئا على أحد، ولا نريد من أحد أن يفرض علينا شيئا، فشيخ الأزهر يفرض على المذيعات اللاتي يقابلنه وضع غطاء للرأس، وكذلك بابا الفاتيكان فرض على سوزان مبارك أن تضع غطاء على رأسها لتقابله، وامتثلت لطلبه برغم أنها كانت أكثر من يكره الحجاب”. 



وقال عمار علي حسن: “إن طلب الشيخ عبد الماجد من الظهور في البرنامج من خلف حجاب، هو حق شخصي له ولا يجب لأحد أن يصادر على حقه، فهناك في أمريكا جماعات ترى أن الكهرباء حرام ولا تستخدمها إطلاقًا، ولا يصادر أحد على حقها في ذلك، فالمشكلة ليست في طلب الحقوق، لكن المشكلة أن يعتقد الشيخ عبد الماجد أن تفسيره للقرآن هو التفسير الوحيد والصحيح، ويريد أن يطبقه على كل الناس، فالمشكلة ليست في الشريعة، لكن المشكلة في فساد تفسير الشريعة وأحكامها”.



وتوجهت هالة سرحان بسؤال لعبد الماجد قائلة: إن هنا اختلاف بين كافة القوى والجماعات الإسلامية حول ماهية الشريعة التي يجب تطبيقها فأية شريعة سيتم تطبيقها إذن؟ 



رد عبدالماجد: لو افترضنا أن هناك اختلافا حول الشريعة بين كل القوى الإسلامية فلدينا مرجعية إسلامية عليها اتفاق من الجميع وهي مؤسسة الأزهر الشريف، فنتوجه له بالسؤال حول مفهوم الشريعة الذي يجب تطبيقه، ولكن المشكلة هنا أننا تركنا البلد الذي ينهار ونتحدث في قضايا فرعية وصغيرة وهي اختلاف الإسلاميين حول الشريعة وهل سيطبقون الأحكام الإسلامية أم لا، فيجب علينا الآن أن نركز في بناء البلد ثم بعد ذلك نتحدث في هذه القضايا الصغيرة”. 



وعقب وائل قنديل على كلامه قائلا: شيء جيد اعترافك بالرجوع للأزهر، لكن الأزهر أعد وثيقة مباديء دستورية أنتم رفضتموها وانقلبتم عليها فهل تتفقون مع الأزهر فيما يحقق مصالحكم وتختلفون معه فيما عا ذلك؟”. 



فقال عبد الماجد: إن الدكتور علي السلمي، نائب رئيس الوزراء هو الذي انقلب على وثيقة الأزهر بوثيقته التي أشعلت الفتنة في المجتمع وليس الإسلاميين هم من انقلبوا على الوثيقة”.