أقلامهم

جاسم الشمري: لولا القبيضة الذين أثروا في غفلة من رقابة وملينوا لما ارتفع اسم الكويت عاليا ولما حصدت هذه المرتبة المتقدمة في سجل المليونيرية

أزمة تلد قبيضاً


جاسم محمد الشمري


اللهم لا حسد ، لم يكن مفاجئا أن يتكاثر أصحاب الملايين في الكويت ليرتقوا إلى مرتبة متقدمة ويرفعوا اسم الكويت بعدما تراجعت في كل المؤشرات الدولية.
ومع كل الاحترام للقلة الذين كونوا ثرواتهم بتعب حقيقي وجهد مضن على مدى سنوات فإن غياب عنصر المفاجأة جاء من أنه وفي ظل هذا الفساد المستشري فإن من المعيب ألا يوجد لدينا هذا الكم من المليونيرية ولتظل الشكوك والأسئلة تلاحق المليونيرية القبيضة الذين أثروا في غفلة من رقابة وملينوا غير أن الحق يقال فلولاهم لما ارتفع اسم الكويت عاليا ولما حصدت هذه المرتبة المتقدمة في سجل المليونيرية.
على مدى سنوات ماضية متعاقبة قلنا إن الأزمة في الكويت لا تلد أزمة وإنما تلد قبيضا وهبيشا ومنتفعا وحذرنا مرارا السياسيين الوطنيين من مغبة الاستمرار في المساءلة السياسية للوزراء وبالأخص وزراء السوبر ديلوكس لأن ذلك موسم مربح لهؤلاء القبيضة كيوم عكاظ للعرب الغابرة وأظن الناس تدعو بالستر والرزق وهم في دعائهم يلهجون : اللهم استجوابا من عندك يفك الكرب ويدر الضرع ويخضر الزرع.
الأمر المستغرب حقيقة أن الكويت وفي ظل فورة الملايين المتناثرة يمينا وشمالا وفي ظل هذه الدعوات المستجابة لأئمتنا القبيضة لم تحصد المركز الأول في سباق الأثرياء واكتفت بالمركز الثالث وهو أمر في تقديري تتحمل مسؤوليته الحكومة أولا وأخيرا فهي لم ترحرح يدها من جهة ولم تبسطها لتزيد شريحة المستفيدين ولهذا بات لزاما تقديم الموالاة استجوابا مستحقا عن السبب الذي أدى ألا تحتل الكويت المركز الأول وتتأخر في المؤشرات الملايينة إلى المرتبة الثالثة.
وبعيدا عن الضحك فإن تفعيل مبدأ من أين لك وإقرار الذمة المالية سيخسف بالكويت إلى مرتبة متدنية ولهذا فإن الإصرار عليه سيتسبب في الإضرار بالمصلحة العامة وهو سبب آخر لكي تتبنى الموالاة الاستجواب المستحق في مواجهة استجواب المعارضة عن الإيداعات الملايينة وماحد أحسن من حد.

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.