فن وثقافة

طه حسين.. في ذكرى ميلاده

الأوساط الأدبية فى مصر والعالم العربى تحتفل اليوم الاثنين بذكرى مرور 122 عاما على ميلاد صاحب “الأيام” وعميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، فبالرغم من مرورهذه الفترة التى زادت عن قرن من الزمان ما زال طه حسين أحد  الأركان الأساسية في تكوين العقل العربي المعاصر، وصياغة الحياة الفكرية في  العالم العربي، وملمحا أساسيا من ملامح الأدب العربي الحديث ؛ بل أن الأجيال  الجديدة لا تزال تكتشف جوانب جديدة من القيمة الفكرية والإنسانية لأحد رواد حركة  التنوير في الفكر العربي .
 
ولد طه حسين يوم 14 نوفمبرعام 1889 ، وتوفى فى 28 أكتوبر عام 1973 عن عمر  ناهز 84 عاما قدم خلالها العديد من الأعمال الفكرية والأدبية أثرت فى التراث  الأدبى والإنسانى على مدى العصور.
 
دخل طه حسين الأزهر للدراسة الدينية والاستزادة من علوم اللغة  العربية، ولما فتحت الجامعة المصرية أبوابها عام 1908 كان طه حسين أول  المنتسبين إليها ، فدرس العلوم العصرية ، والحضارة الإسلامية ، والتاريخ ،  والجغرافيا ، وعددا من اللغات الشرقية.

نال طه حسين درجة الدكتوراه فى عام 1914 ، وكان عنوان الرسالة “ذكرى أبي  العلاء” ، وأثار موضوع الرسالة فى حينها ضجة في الأوساط الدينية المتشددة ،  حتى تم إتهامه من قبل أحد أعضاء البرلمان المصرى بالمروق والزندقة والخروج على  مبادئ الدين الحنيف.

وفي العام نفسه أوفدته الجامعة المصرية إلى مونبيلية بفرنسا ، لمتابعة التخصص  والاستزادة من فروع المعرفة والعلوم العصرية ، فدرس في جامعتها الفرنسية  وآدابها ، وبقي هناك حتى سنة 1915 ثم عاد إلى مصر ، فأقام فيها نحو 3 أشهر أثار  خلالها معارك وخصومات متعددة بسبب المقارنة بين طرق التدريس فى الأزهر ونظريتها فى الجامعات الغربية ما حدا بالمسئولين إلى اتخاذ قرار بحرمانه من المنحة المعطاة  له لتغطية نفقات دراسته في الخارج ، لكن تدخل السلطان حسين كامل حال دون تطبيق  هذا القرار، فعاد إلى فرنسا من جديد ، لمتابعة التحصيل العلمي ، ولكن في العاصمة  باريس ، فدرس في جامعتها وأعد خلالها أطروحة الدكتوراه الثانية فى عام 1918 بعنوان “الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون”. 

فى عام 1950 أصدرت حكومة الوفد مرسوما يقضى بتعيين الدكتور طه حسين وزيرا  للمعارف، وبقي في هذا المنصب حتى سنة 1952 ، تاريخ إقامة الحكومة الوفدية ، بعد أن منح لقب الباشوية سنة 1951 ، وعمل أيضا رئيسا لمجمع اللغة العربية بالقاهرة ،  وعضوا في العديد من المجامع الدولية ، وعضوا في المجلس الأعلى للفنون والآداب. 

من أهم أعمال الدكتور طه حسين : “في الشعر الجاهلي” ، و”الأيام” ، و”دعاء  الكروان” ، و”شجرة البؤس” ، و”المعذبون في الأرض” ، و”على هامش السيرة” ، و”حديث الأربعاء” ، و”من حديث الشعر والنثر” ، و “مستقبل الثقافة في مصر” ، و” أديب” ،  و”مرآة الإسلام” ، و”الشيخان” ، و”الوعد الحق” ، و”جنة الشوك”. 

ومازالت أعمال طه حسين ومعاركه الأدبية والفكرية من أجل التقدم والتخلي عن  الخرافات والخزعبلات التي حاصرت وقيدت العقل العربي لعدة قرون من أهم الروافد  التي يتسلح بها المفكرون العرب في مواجهة الحملات الارتدادية التي تطل برأسها في  عصرنا.