أقلامهم

الدعيج: مجلس الأمة هو مجلس 120 ألف ناخب كويتي، ولا يحق لناخبي مسلم البراك وحدهم اقتحامه

عبداللطيف الدعيج 
أَويْ اثنين..!
طبعا سيكون سهلا وعدلا أيضا أن نصف متجمهري أو متظاهري الأربعاء بالغوغاء. وهو وصف دقيق وصادق رغم المحاولات المتذاكية للبعض في الإنكار المسبق لذلك. لكن في المقابل ما هو الوصف الدقيق والواقعي لمن دفعهم لهذه الغوغائية؟!
إن الصراع، أو التأزيم الحالي كما يصر البعض على وصفه، يفتقد الكثير من الشروط «الصحية»، ويغيب عنه الكثير من أبجديات السياسة والدبلوماسية التي تتطلبها الأجواء الديموقراطية والدستورية. ومع هذا فإن جميع الأطراف تتغنى بالديموقراطية، وتعلن تمسكها واحترامها للدستور. الحكومة التي صادرت حق الأمة بمنعها وتحريمها الفردي للتجمعات والتظاهرات، في انتهاك واضح وصريح للدستور، هي الحكومة ذاتها التي واصلت انتهاك الدستور ذاته عندما واجهت الناس بالقوة، وعاقبت في اسلوب غير ديموقراطي من أصرّ على ممارسة حقه في التعبير.
الذين اقتحموا مجلس الأمة، واستفزوا رجال الأمن ـ وفق الادعاء ـ هم الاطراف ذاتها التي تقبلت الأحكام الدستورية عندما سايرت وجهة نظرها، وتمردت عليها وعلى الأوضاع الشرعية عندما أتت الرياح أو هذه الأحكام بما لا تشتهي. هي المغالاة ذاتها التي تغنت بسيادة مجلس الأمة عندما كان في صفها والمغالاة ذاتها عندما خالفها الرأي.
وبمعزل عن مخانق القبّيضة و«الشرفاء» فإن مجلس الأمة هو مجلس 120 ألف ناخب كويتي، ولا يحق لناخبي مسلم البراك وحدهم اقتحامه.
لدينا دستور، ولدينا ممثلون منتخبون، قبضوا حسب البعض أم تعففوا مثل من يدعي من مناوئيهم، يبقون في النهاية ممثلين شرعيين يملكون حق تمثيل الناس، وبالتالي توجيه وتقرير مصائرهم. والوزراء الذين صوّتوا لدعم رئيس الحكومة يبقون وفقا للدستور الذي اقتحم البعض مجلس الأمة لتفعيله او لحمايته، يبقون أعضاء، لهم حق التصويت وحق تقرير الأمور. 
نعترض على نواب المقاطعة وعلى المتحمسين لدعمهم، فهم في النهاية ومع الأسف أكثر تخلفا وعدوانية للمبادئ الديموقراطية من السلطة. ولكن كل هذا لا يفوض الحكومة حق تأديبهم بالقوة وتطويعهم بقوة النار او الحديد. لم يكن سيضر الحكومة لو تركت الألف أو الألفين أو حتى العشرة آلاف من المقاطعين يعبرون عن شعورهم ويعلنون عن غضبهم.
وفي المقابل لم يكن يضر هؤلاء أن يتمهّلوا حتى يقنعوا بقية «الشركاء» من المواطنين بوجهة نظرهم.
لكن المؤسف أن كل المتخلفين أسنان مشط، سواء في السلطة أم في جماهير المقاطعة، الجميع يعادي عن صدق وعن حق المبادئ الديموقراطية والجميع يتشدق بالدستور في الوقت الذي ينتهك فيه المبادئ والمواد الدستورية.
***
إصابة القياديين دون الشرطة الأفراد من رجال الداخلية، دليل مؤكد على أن قوى الأمن كانت تحاول تهدئة الحشد لا الاعتداء عليه.
***
البلد في فوضى والدنيا مخبوصة وسعر نفطنا يرتفع ـ يعني دخلنا يزيد ـ خمس سنتات، دليل مؤكد على أننا لا نملك من أمرنا شيئا مع الأسف.