دشّنت صحيفة (الصن) الإنجليزية ذائعة الصيت، حملة إعلامية ضخمة ضد السويسري “جوزيف سيب بلاتر” رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بسبب تصريحاته الأخيرة، التي استخف فيها من قضية العنصرية التي تضرب ملاعب كرة القدم، وأقرّت الصحيفة أن هدفها هو الإطاحة ببلاتر من رئاسة (الفيفا).
وتصدّر واجهة الصحيفة.. صورة كبيرة لـ”بلاتر” مع مقال افتتاحي بعنوان صريح يدعو قراء الصحيفة الذين يزيد عددهم على ثمانية ملايين شخص، للمشاركة في الحملة الهادفة للإطاحة بـ(المهرج) “بلاتر” وفق ما وصفته الصحيفة.
وقالت الصحيفة في المقال.. إن كل محب لكرة القدم مدعو للمشاركة في هذه الحملة، من أجل الخلاص من “بلاتر” الذي أفسد (الفيفا)، وأكمل هفواته الكثيرة بتصريحاته الأخيرة التي كانت صادمة بالنسبة للجميع، خصوصاً مع انتشار آفة العنصرية بشكل متسارع في ملاعب العالم.
مواقع التواصل الاجتماعي .. للإطاحة بـ بلاتر
ولم يكن اعتذار “بلاتر” عن تصريحاته الأخيرة كافياً بنظر الصحيفة، التي حثّت زوارها على الاستفادة من مواقع التواصل الاجتماعي ولا سيما (الفيس بوك) و(تويتر)، لتشكيل مزيد من الضغط على “بلاتر” وحمله على الاستقالة من المنصب الذي يتربع عليه منذ عام 1998.
ورأت الصحيفة أن تصريحات “بلاتر” الأخيرة تعتبر إهانة لجميع عناصر كرة القدم في العالم، ولا يعقل أن تصدر من شخص يتبوأ منصباً مهماً، لذلك لا خيار سوى تنحيه عن رئاسة (الفيفا)، وطوي صفحته تماماً، مشددة على أن حملتها ضد “بلاتر” لن تتوقف.
ولفتت (الصن) إلى أن وزير الرياضة البريطاني “هيو روبرتسون” كان أول من دعا “بلاتر” إلى الاستقالة من منصبه، في أعقاب تصريحاته المثيرة للجدل، وقالت إن المطلوب من الجميع السير على خطى “روبرتسون” وصولاً إلى إجبار السويسري العجوز على التنحي.
اعتذار بلاتر.. مرفوض
وكان “بلاتر” اعتذر عن تصريحاته الأخيرة، على وقع الانتقادات العنيفة التي تعرض لها، لاستخفافه بآفة العنصرية، لكنه رفض الاستقالة من منصبه، وقال أمس: “يؤلمني الأمر ولا يزال.. لأني لم أكن أتصور ردة فعل مماثلة“، وأقر أنه استخدم “كلمات غير ملائمة” وأنه يأسف عليها عميقاً.
وتابع “بلاتر” في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية: “عندما تخطئ بأمر ما، لا استطيع سوى الاعتذار من كل المتضررين من تصريحاتي“، لكن رداً على طلب وزير الرياضة البريطاني وآخرين باستقالته من منصبه، قال بلاتر: “لا يمكن أن أستقيل. لماذا أقوم بذلك؟“.
وبدوره.. اعتبر رئيس رابطة اللاعبين المحترفين في انجلترا “غودرون تايلور” إن “بلاتر” يجب أن يستقيل بعد تعليقاته الأخيرة: “هو قائد لكرة القدم العالمية، ويجب أن يكون القائد في مواجهة العنصرية“.
وأضاف لشبكة (سكاي الرياضية): “العنصرية تؤدي إلى الانقسام، وهو يدعو اللاعب المتلقي للإهانة أن ينسى ذلك ويصافح الآخر… إننا نسير إلى الوراء… هذا ليس جيداً بما فيه الكفاية، انه أمر محرج، حان الوقت كي يرحل“.
وجاء تعليق “بلاتر” على خلفية تغريم الاتحاد الانجليزي لكرة القدم الاوروغوياني “لويس سواريز” مهاجم ليفربول لتوجيهه إهانة عنصرية لظهير مانشستر يونايتد الفرنسي “باتريس ايفرا”، في حين يواجه قائد تشيلسي “جون تيري” تحقيقاً من قبل الشرطة والاتحاد، حول مزاعم تورطه “باهانا” لمدافع كوينز بارك رينجرز “أنطون فرديناند”.
وقال “بلاتر” في مقابلة مع شبكة (سي ان ان) الأمريكية الأربعاء الماضي إن الرياضة لم يكن لديها مشكلة مع العنصرية: “انفي ذلك.. ليس هناك عنصرية. قد تحصل أمور بين لاعب وآخر، قد يقول له كلمة غير صحيحة أو يوجه حركة غير لائقة. لكن اللاعب المتأثر بذلك، عليه أن يبقى في المباراة. نحن في لعبة، وفي نهاية المباراة، نتصافح، وهذا يمكن أن يحدث لأننا عملنا جاهدين ضد العنصرية والتمييز العنصري“.
العداء قديم .. بين الصحافة الإنجليزية وبلاتر
ولا تزال الصحافة الإنجليزية عموماً تكن العداء لـ”بلاتر”، المُتهم بالعمل على إقصاء إنجلترا من
سباق الفوز بتنظيم كأس العالم مرتيّن؛ الأولى عام 2006 لصالح ألمانيا، والثانية لعام 2018 لصالح روسيا، على الرغم من أن ملفهم كان الأقوى بشهادة الخبراء في المرتين.
وكان الإنجليز حاولوا الضغط من أجل تأجيل انتخابات رئاسة (الفيفا) ولترشيح منافس ضد “بلاتر”، إلا أن اقتراحهم قوبل بالرفض من أعضاء الجمعية العمومية الحادية والستين، بأغلبية ساحقة بـ172 صوتا، مقابل موافقة 17 اتحاداً.
أضف تعليق