محليات

المسباح يناشد سمو الأمير التدخل لنزع فتيل الأزمة

وصف الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور ناظم المسباح اقتحام المجاميع الشبابية لمجلس الأمة ومحاولتهم التحرك بمسيرة نحو بيت سمو رئيس الوزراء بالخطأ الجسيم ، مؤكداً رفضه التام لقيام بعض النواب بشحن الشارع بهذه الطريقة التي تؤدي إلى تخريب الوطن بدلاً من الإصلاح الذي ينشده الجميع ، مبيناً بأن حالة الاحتقان والتوتر السياسي الذي فجر الأوضاع أسبابه أصبحت معلومة لدى العيان الأمر الذي أثار الغضب الشعبي.
وناشد حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد التدخل بحكمته المعهودة لنزع فتيل الأزمة ومعالجة جذور الاحتقان السياسي الذي سيعصف بالوطن ، داعياً السلطتين أن يتقوا الله ويتعاونوا فيما بينهم مستندين في ذلك إلى هدي السلف الصالح وطريق الآباء والأجداد الذين تراضوا على دستور ينظم علاقة الشعب بالسلطة فلا يطغي طرف على آخر ، مشدداً على أن كل الأشخاص زائلون والكويت باقية فقدموا الكويت على أشخاصكم ومصالحكم وكراسيكم.
 
الحكومة
ودعا الحكومة إلى تصحيح مسارها من خلال تطبيق القانون – فعلياً – على الجميع ودون انتقائية ، واتباع النهج الإصلاحي بالفعل لا بالقول ، كي تعود الكويت درةً للخليج ويطمئن الجيل الحالي على مستقبل الوطن والشعب ، مؤكداً على ضرورة أن يعي الجميع أننا أصبحنا نعيش واقعاً جديداً تنتشر فيه مفاهيم الحرية والشفافية والانفتاح الإعلامي وعلى الحكومة أن تؤدي عملها على أكمل وجه وتستعد للمساءلة والرد في النطاق الدستوري والقانوني من خلال المؤسسات الرقابية كديوان المحاسبة ومجلس الأمة ، مشدداً على أن الأسلوب القديم الذي تُغَيَّب فيه الشعوب قد ذهب ، وعقارب الساعة لا تعود إلى الوراء .
 
النواب
وتابع الدكتور المسباح : في ظل النظام الديمقراطي فإن الرقابة والمحاسبة حق أصيل لنواب الشعب المسئولين أمام الله ثم الشعب الذي انتخبهم وهم مطالبون بممارسة هذا الحق من منطلق أداء الأمانة التي ائتمنهم الشعب عليها ، مشدداً على ضرورة ممارسة هذا الحق تحت قبة عبد الله السالم وليس في الساحات لأن هذا الأمر يشعل الأزمات ويثير الفتن ، لافتاً إلى ضرورة أن يرضى النواب برأي الأغلبية وفي حالة ارتأى النواب المعارضون أن الأغلبية تلوثت بالفساد السياسي وأن المجلس قد صار بلا فاعلية فعليهم حينئذٍ البحث عن حلول أخرى يراعون فيها فقه المصلحة والمفسدة ، إذ ” لا يجوز تغيير المنكر بمنكر أشد منه ” ، ولا يجوز الاعتراض على الفساد المالي والسياسي بحرق البلد بأكمله ، فلديكم الإعلام والندوات المنضبطة وأخيراً الاستقالة والانتظار للانتخابات المقبلة وإفساح المجال للناخب ليصحح مسار البرلمان إذا انحرف عن مساره ، مؤكدا على ضرورة أن يتدخل العقلاء لوقف شحن الجماهير سلبياً فاليوم شاهدنا اقتحام وتخريب قاعة عبد الله السالم وإذا استمر الحال على ما هو عليه فإننا سنشاهد سفكاً للدماء – لا قدر الله – وهو ما لا يقبله أو يرضاه أي مسلم يحب دينه ووطنه وإخوانه.
 
العلماء
وبيّن أن الكويت أحوج الآن إلى أن يتصدر العلماء الربانيين للمشهد من أجل ضبط إيقاع العمل السياسي بأحكام الشريعة وأخلاق وهدي سلفنا الصالح ، مشيراً إلى أن ترك العلماء الانخراط في العمل السياسي بحجة أن للسياسة أهلها لم يعد له مجال الآن ، فالشباب أصبح اليوم أحوج لأهل العلم من أي وقت مضى ، مشدداً على أنه لا مجال لترك المجال للشارع السياسي منفرداً لا سيما في ظل المشهد الحالي الذي بدأ ينفلت تدريجياً ، مذكراً بقوله تعالى ” ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ” و بقوله تعالى ” وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ” ، داعياً المولى جل وعلا أن يحفظ الكويت أميراً وحكومةً وشعباً من كل مكروه وسوء وأن يجنبها الفتن ما ظهر منها وما بطن.