د. حسن عبد الله عباس
قلاص مجلس الأمة
هل تعلمون ما المشترك بين الجندي المجهول وتمثال الحرية وعلم دولة الكويت! إنها جميعا رموز وذات قيمة وطنية للمجتمع الذي يرمز إليه هذا الرمز أو هذا التمثال أو هذا الشيء. على هذا القياس قيّم القدرة الذهنية لذاك الاهبل الذي لم يفهم من الدمار الذي تسببت به همجيته، والغوغائيين من رفاقه، بأن ما حصل ليل الأربعاء لم ينتج عنه بأكثر من تهشّم قلاص في قاعة عبدالله السالم!
يا اهبل مجلس الأمة بيت الشعب الكويتي بأسره. اقتحام المتطفلين لمجلس الأمة هو دخول من غير إذن وانتهاك لحرمة كل بيت كويتي. هذه المؤسسة هي البنيان الأسود والأساس الإنساني لكل قطعة وحبة رمل من هذه الأرض وهذه البقعة.
يستصغر هذا الاهبل ويقلل من شأن المصيبة ويقول لم نكسر شيئاً سوى قلاص صغير. فهل تعلم ما قيمة هذا القلاص؟
قلاص صالة عبدالله السالم فيه تاريخ الكويت، فيه الشهداء والضحايا، فيه الدستور الذي أبرز صورة الكويت الحضارية أمام العالم حتى تكون أنت وأمثالك أوادم تحترمهم شعوب العالم، وينظر إليهم على أنهم بشر كغيرهم لا عبيد يساقون كما تساق البهائم.
قلاص صالة عبدالله السالم تزكو منه رائحة شهدائنا الأبرار حينما ضحوا بأرواحهم لأجل هذه الأرض! قلاص صالة عبدالله السالم تفوح منه عرق جهود أجدادنا الذين ضحوا لأجل الحصول على لقمة العيش، ولأجل عيون الحرية التي وجدناها في هذه القاعة التي تستهزئ بمقتنياتها.
قلاص صالة عبدالله السالم الذي كسرته مكتوب على أطرافه أسماء حكامنا، أسماء أفراد شعبنا، محفور فيه تاريخنا، مطبوع فيه عاداتنا وتقاليدنا ومذاهبنا وأعرافنا. هذا القلاص الذي بعينك ليس شيئاً يُذكر، فيه لون غبارنا الأصفر، ونفطنا الأسود، ودستورنا الأبيض. لو تمعنت في القلاص قبل كسره لانتبهت إلى رسومات معارك الجهراء والصريف والرقة، ومعالم وجوه السنة والشيعة والبدو والحضر!
هذا القلاص الذي استصغره عقلك، كبير اتسع لعقل وهمة الكويتيين أيام دواويين الأثنين، هذا القلاص الذي استقله فكرك بسببه استرخص الناس أرواحهم حينما غزاهم «البعثي»، وبسببه إن شاء لله ومن جديد سيحررنا من الأضغان التي تحملها أنت وأمثالك! أعلم أنك لا تفهم كسرك لباب صالة عبدالله السالم بأنه كشف رخيص لبيوت وحرمات الكويتيين، لكن الحديث ليس لك لأنك أقل من أن تعي هذه المسؤولية الأخلاقية والوطنية، لكن أقولها وأمري إلى الله.
هل تفهم يا اهبل أن من يمزق صورة الأمير، لم يمزق ورقة برسم، بل مزق الدولة بأكملها.
هل تدري يا صغير العقل أن من يدوس على علم الدولة لم يدس على قطعة قماش ملونة محلاة بالألوان، بل على رمز الدولة وشعارها ووطن بأكمله.
هل تفهم هذا أم أنك عن عمد دست على الوطن لأنك لا تعتقد به بل وكما تعتقد بضرورة انضوائه تحت علم آخر؟! هل افتهمت معنى القلاص؟
أضف تعليق