الوزير لا ينسى بشته حتى في المصائب!

لا أظن أن وزيرا من وزاراء بلادنا ينسى بشته المطرز وهو ذاهب لاجتماع مجلس الوزراء، ولكن حتما نسي أن يحمل هم المواطن السعودي معه وقضاياه تحت عباءته.

ونسي أيضا أن المجلس ينعقد كل اثنين وخميس، وهما اليومان اللذان تعرضان فيهما الأعمال لملك الملوك سبحانه قبل ملك البلاد!

بأي ذنب قتلت وبأي ذنب احترقت وبأي ذنب روَّعوا الآمنين وبأي ذنب تغص حناجرنا بالعبرات في حريق مدرسة البراعم في جدة؟

لم يكن الحريق الأول ولن يكون الحريق الأخير إذا استمر الوضع في الفساد وعدم المحاسبة، وأخشى أن تكون بلادنا بعد كم سنة بلاد المليون غريق والمليون حريق!

حريق مدرسة مكة عام 2002 لم يكتمل عقد من الزمان على مروره وتمخضت لجان المحاسبة عن إقالة مدير إدارة تعليم البنات ودمج الإدارة مع وزارة التربية والتعليم، ومرت الأيام وكأنه لم يكن شيئا مذكورا!

وسمعنا بأن مع عام 1432هـ ستكون نهاية المدارس ذات المباني المستأجرة، ولاتزال المباني المستأجرة باقية على عروشها وتفتقر لأبسط وسائل السلامة بغفلة من الدفاع المدني الذي يفترض منه تفقد المباني السليمة والمعوجة بشكل دوري أو خطط تدريب وهمية للحرائق.

الصورة النمطية التي أحفظها عن الدفاع المدني هي سجاد أحمر وأربع “مراكي”، و”صكة بالوت” أمام سيارات الإطفاء!

معظم إداراتنا تفتقد للتطوير والتدريب الدوري، لذا الخطأ يتكرر بشكل دوري وبنفس أرضه ومسبباته، الذي يتجدد فقط المسؤول الذي يتكرم بنزوله لموقع الحدث ثم يعلن عن بالغ أسفه وحزنه وأنه سيحاسب المقصرين ثم يعود لبيته ليكبسها بالخمس ويتبعها “قوطي” لبن ويأخذ قيلولته، عفوا كأني قلت: “أنه يأكل كبسه”!

لا أظن أن هولاء مائدتهم” كبسة دجاج” هولاء يؤتى لهم بطعامهم من فندق خمس نجوم حاملا لجميع مواصفات الجودةوالأيزو!

نسيت أن “كبسة الدجاج” لنا نحن الطبقة الكادحة ولأمثال الشهيدة ريم النهاري التي تغدو خماصا كل صباح من أجل ألفين ريال ولكن لم تعود بطانا بل عادة جثة محترقة تحرق أكباد اهلها .

ريم النهاري  قصة بطولة وأخلاص في العمل والمسؤولية وراتبها لا يتجاوز الألفين وذاك المسؤول ذو الراتب الألفين ولكن مضروب بالعشرات يفتقد للأمانة والحس الوطني والمبادرة وقول الحقيقة

المسؤولون بين صمت مطبق وبين متفوه يصرف الحقائق في جانب آخر ويعول الأسباب للمواد التي تحلوت بفعل الحريق لغازات خانقة كالأرضيات البلاستيكية!

ويواسينا بأنه قضاء وقدر! وعمر بن الخطاب لم ينم ويترك البغلة لقضاء الله وقدره