أقلامهم

سهام السهيل: انهارت كرامة الوطن عندما سمحنا للإعلام الفاسد ببث سموم الفتن والكراهية بين الناس

كـــــــرامــة وطـــــن
سهام حمد السهيل
 
اخترت هذا العنوان بالرغم من استخدامي له في مقال سابق لي ، كتبته في ظروف سياسية مشابهة لما نحن فيه الآن ، ولكنني وجدت بأن ما نعانيه حاليا يتمثـل في (كرامة وطن ) فنجد أن الوطن سحقت كرامته عندما سمحنا لبعض العناصر أن تعبث في أمنه واستقراره ، وتخلق أجواء الحقد والحسد بين أفراد شعبه.
انهارت كرامة الوطن عندما سمحنا لوسائل الإعلام الفاسد ببث سموم الفتنة والطائفية بين أفراد الشعب، انهارت كرامة الوطن عندما سمحنا أن يصبح الاحتقان السياسي سمة من سمات حياة الشعب الكويتي ، فبين الوقت والآخر تطل علينا حادثة تسبب أزمة سياسية وتترسب الأضرار على المجتمع الكويتي.
انهارت كرامة الوطن عندما سمحنا أن ينقسم الشعب بين (معارض) و(مؤيد) !!
ليس الشعب الكويتي من يفكر يوما بأن يعبث في أمن بلده ، أو ينتهك حرماته ، وعلينا أن نعي تماما ماذا يعني الولاء للوطن ؟!!! وأن نميز بين الاعتراض على تفاقم الفساد والاعتراض على رموز البلاد !!
فلا تختلط الأوراق لدينا ولا تغطي الحوادث على حقيقة ما يدور في المجتمع السياسي ، فتضرب الوحدة الوطنية ويتصدع الجدار الكويتي ، علينا ألا نشككك في وطنية بعضنا البعض ، وألا نعتبر عدم السكوت عن الفساد هو عبث في البلاد!!!
نعم نحن في الكويت أفضل من غيرنا بكثير ، وخيرات بلادنا أكثر من الآخرين أضعافا ، ولكننا نعاني من الحسد ، والطمع عند الكثيرين ، فلم يعد الاهتمام لديهم بمصلحة البلاد والعباد بقدر اهتمامهم بمصالحهم الشخصية ، وتحضرني كلمة للنائب جمعان الحربش في إحدى جلسات مجلس الأمة قال فيها :
«الشعب الكويتي لم يعد يطالب بالتنمية ، إنما يريد الإصلاح والأمان».
أجل فالشعب الكويتي لم يعد يهتم بالتنمية ، وما هي مشاريع التنمية ، إنما يريد لهذه العواصف الكلامية ، وهذا التراشق وتلك الفتن أن تخمد ، ولا تكون الوحدة الوطنية شعار نردده دون أفعال.
ونجد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح حفظه الله ورعاه يردد في كل مناسبة عبارة لها وقع كبير في أنفسنا وأثر كبير في كل من يعي كلماتها (إن آمالنا وطموحاتنا وتطلعاتنا واحدة ، ولنتقي الله في الكويت، ولنعمل من أجلها ونبتعد عن الفتنة) فمن يتقي الله سيعرف واجباته الحقيقية نحو هذا الوطن، وسيعرف أن كرامته من كرامة الوطن ، وأن هذه الكرامة يجب أن تحترم في جميع الظروف
والعبء يقع في هذا الأمر على وسائل الإعلام بكل أنواعها ، وعليها ألا تعمل على تأجيج الفتنة وكما قال سمو الأمير حفظه الله في لقائه مع رؤساء التحرير (أسائل ضمائركم أن تتقوا الله في بلدكم وأن تبتعدوا عن الفتنة) ، وبهذه المناسبة نبارك لقناة اليوم الفضائية لانطلاقتها القوية في البث التجريبي ، ونتمنى أن تكون فعلا القناة العاكسة للروح الوطنية الصادقة ، وأن تسلك المسار الوطني الناطق بلسان الشعب الكويتي ، فتتبع منهج المصداقية والموضوعية والنقد الهادف لكل ما يدور من أحداث ، مع أصدق تمنياتنا لها بالاستمرارية والصدارة بجدارة.
وعلى الخيـــر نلتقي بإذن الله تعالى