المشاكل لا يمكن أن تموت أو تركل نفسها بعيدًا عن الكرة الأرضية، إنني أعتبر مشاكلنا ساهمت بشكل أو بآخر في إخراج لوحة جميلة للحياة، أعتبر حلاوة الدنيا ستفسد عندما لا نواجه مشكلة أو مشاكل في حياتنا، دعوني أقول لكم الدنيا قبيحة وسيئة مع غياب المشاكل بصورة أبدية، لولا المشاكل لما رأينا للحلول قيمة كبيرة، لولا المشاكل لعاش الناس في ملل أكبر بكثير من المتوقع أو من الملل المعروف بيننا اليوم , عندما تغيب المشاكل في صورة أبدية لا طعم ولا لون ولا حتى رائحة لحياتنا بعد غيابها , المشاكل صحيح الجميع لا يُحبها لكن ربما لا يشعر بقيمتها الجمالية في الحياة الدُنيا.
كما سمعنا ورأينا لكل باب مفتاح ولكل مشكلة عدة حلول، مهما بلغت المشكلة هناك حَل يجعلها أبسط مما نتخيل ثم تصبح بعد ذلك لا شيء وكأننا واجهنا مشكلة ذات حجم صغير بل صغير جدًا، الحياة لم تُخلق عبثًا والله وحده يسر لنا كل شيء، لكننا أعمينا أبصارنا وأصبحنا نتظاهر بالعمى وعدم رؤية الأشياء التي تدعونا إلى شكر رب العالمين، دون مُجاملة المشكلة مُجرّد مشكلة ليست مُجرّد أشياء أخرى نستطيع بكل بساطة القضاء عليها، ولكن دون العجلة وأن تمنح نفسك مهلة من الوقت للتفكير بكيفية الحل.
انظر إلى مشاكل الآخرين تهون عليك مشاكلك أو مشكلتك التي فككتها إلى مشكلات!، لا تصدق نفسك بأنك أكثر الناس مشاكل في الحياة، هذا خطأ فادح إذا أطلقته حديثًا بينك وبين نفسك، لعل الكثير ممن تعرفهم مشاكلهم أكبر من مشاكلك وأنت تعيش في حالة ووضع جيد وهم في حالة لا تطمئن ووضع لا يُرضي بشر فأحمد الله وأثني عليه وأضرب بالحلول مشاكلك وإياك أن تضربها عرض الحائط .
بعض البشر يُخشى عليهم؛ لأنهم يضخمون مشاكلهم، مثلما ترى أحد الأطفال وهو ينفخ البالون لكي يكبر ثم يكبر ثم يكبر وفي النهاية إذا واصل النفخ سينفجر لا محالة ولا حديث، المثال السابق توضيح لكائنات تُضخّم المُشكلة وتضع أمامها عُقد يُصعب فكها ومتاهات تستغرق من الوقت طويلاً لكي يتم الخروج منها وكل ما في الموضوع لا يستحق ذلك مع الضحك والله !
كل فرد لديه مشكلة وكل إنسان لديه مشكله وكل كائن بشري أو آدمي – كما تُحب لفظها – لديه مشكلة , لست أنت الوحيد من تحمل مشاكلك كل يوم فغيرك يحمل ويتحمّل ويسعى لحلها ويراها صغيرة ليقضي عليها .
نصيحة من ذهب: لا تستمع إلى أصوات الضعفاء أو إلى أصوات الأشرار تلك التي تقول لك: مشاكلك لا يمكن حلها وما أكثرها حين نَعدُها لك، غير ممكن تحلها، فمن هذا الباب لا تستمع إلى أصوات الضعفاء ولا تصدق كل ما تسمعه أو تقرؤه مما يدفعك للتعجب حقيقة لا مجازًا.
في الختام أدعوا الله لكم بأيامًا تدوم بالبركة والتوفيق بعد يومنا هذا، ولا تنسوا بأن المشاكل لا تموت!
فيصل خلف
faisalbinkhalaf@
أضف تعليق