أقلامهم

حسن علي كرم موجهاً رسالة للنائب الحربش: مساجد الشيعة ومنابرهم العبادية تبنى من أموالهم ومن جيوب أثريائهم

إلى النائب الحربش مع صادق المحبة


حسن علي كرم

منذ ان سخر الله هذه الارض المباركة، ارض الكويت لتصبح مقاما ومستقرا لأناس آمنين ضاقت بهم الارض بما رحبت فلجؤوا الى ربوعها تحدوهم الآمال بنعمة الاستقرار والامان والعيش الكريم، لم يكن في حسبانهم ان تكون هذه الارض، الا ارض الرضا والتراضي والصحبة الطيبة، وان الناس لا يحاسبون على سرائرهم وخباياهم ولكن يحاسبون على افعالهم ومعاملتهم مع الآخر، لذلك لم يظهر بينهم البغضاء والشحناء، وانما طيب العلاقة وحسن الجيرة لا فرق بين من جاء من الجنوب أو من الشمال أو عبر البحر من بلاد فارس، وانما الشيء الجامع بينهم هو القناعة والخوف على هذه الارض التي اتخذوها وطنهم الجديد، والتعاضد على مطاليب الحياة، وغير ذلك لم يكن محسوبا على اعتبار ان الدين لله والوطن للجميع، فمارس كلٌ طقوسه الدينية وعبادته بلا عنت أو تدخل فلا خلاف ولا تثريب طالما ان الجميع يعبدون ربا واحدا ويتجهون نحو القبلة الواحدة.
هذه المقدمة في ظني كانت ضرورية للتذكير لمن يصر على تمزيق لحمة الوطن من اجل اهواء واغراض بغيضة كريهة لا يستفيد منها الا ذوو اغراض خبيثة ومقاصد فاسدة!!
لعل أخانا النائب المحترم جمعان الحربش يعلم جيدا ان للشيعة مساجدهم ومنابرهم العبادية والثقافية التي لا تخطئها العين ولا يغطيها الغبار، وان تلك المساجد والمنابر موجودة في منطقة سكناه مثلما هي موجودة في انحاء متفرقة من مناطق البلاد، ويعلم الأخ النائب المحترم ان مساجد الشيعة ومنابرها الثقافية في الغالب الاعم تبنى من اموال ابناء الطائفة ومن جيوب اثريائهم طمعا في مرضاة الله اولا وخدمة للدين ثانيا، وخدمة لابناء الطائفة اخيرا، واظنه يعلم تاليا ان الائمة والخطباء في المساجد الشيعية لا يستحصلون رواتبهم أو مكافآتهم من وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية وانما من قبل صناديق التبرعات أو من رعاة هذه المساجد، ولذلك فقد ظلت تلك المساجد والمنابر الثقافية في حرز عن الرقابة اللصيقة والاشراف المباشر من قبل الوزارة، الا القليل من تلك المساجد التي ابتنتها الوزارة أو التي وضعت تحت اشرافها حتى غدا ذلك عرفا، كذلك أتصور ان سؤال النائب للوزارة عن عدد المساجد التي تقوم الوزارة بالاشراف عليها، وهل يتم تقسيمها وفق المذاهب الطائفية.. الخ لا يكشف الا عن نفس طائفي اولا وعن تداعيات قضية بعض الائمة الموقوفين عن الخطبة في بعض المساجد السنية ثانيا.
انا عن رأيي المتواضع، ينبغي وضع جميع دور العبادة لجميع الطوائف والمذاهب والاديان تحت المظلة الحكومية الرسمية، ولكن بشرط الحيادية التامة والتعامل مع الجميع بمسطرة حكومية واحدة، فما يجمع الناس جميعهم الوطن واما الدين فلله وزيادة في الشرح اتصور، ينبغي الغاء وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية والتعويض عنها بمجلس اعلى لرعاية الاديان مثلما هو حاصل الآن في مملكة البحرين والعراق ودول اخرى، في دولة اسلامية دينها الرسمي الاسلام وغالبية اهلها مسلمون لا معنى لوجود وزارة للشؤون الاسلامية، وكأن هذه البلاد قد دخل اهلها توا الاسلام، لا انهم مسلمون مؤمنون ابا عن جد والوزارة كانت الاوقاف واضيفت (الشؤون الاسلامية) في عهد وزيرها الاخواني.
للاسف ان الاحزاب الاسلامية المسيسة عندما استولت على وزارة الاوقاف سيست الوزارة والدولة وسيست الدين في هذا البلد الطيب الذي جبل على التسامح والاخاء..!!
في هذه الظروف المضطربة التي تعيشها الكويت اذا كنا صادقين ومحبين لهذه الارض وولاؤنا لهذه الارض ايضا ينبغي ان نتجنب ما يغير النفوس ويفرق وحدة الصف الكويتي، فكلنا خاسرون اذا خسرنا وطننا.