أقلامهم

د.فهد العازب يرد على اعتذار الدويسان للسعودية.. ويعتبر تجمع (الله يحفطج ياكويت) مشابها للتجمعات التي ناصرت حسني مبارك وبشار الأسد وعلي عبدالله صالح

رد الدويسان لجميل السعودية


د.فهد عامر العازب

تمسك المرء بمبادئه واظهارها للناس دون خوف ولا تردد يعطيه شيئاً من الاحترام من الآخرين حتى وان كانت هذه المبادئ مخالفة للحقيقة ومجانبة للصواب، لان ذلك فيه دلالة واضحة على صدق مقتنعها وايمانه بها، اما ان يوضح تلك المبادئ تارة ويخفيها تارة أخرى، او يصرح بها فاذا قوبل بالانكار الشديد من الجانب الآخر قال: اني لا اقصد او اني اقصد شيئاً آخر فهذا التذبذب والتراجع تكون فوقه علامات كثيرة من الاستفهام والتعجب.
اقول هذا تزامنا مع ما صرح به النائب فيصل الدويسان لاحدى القنوات قبل عدة ايام في محاولة منه زج المملكة العربية السعودية بالاحداث التي حصلت في ساحة الارادة فلما قوبل بالانكار الشديد من الشارع الكويتي بهذا التصريح ومع ما نفاه وزير الداخلية قال النائب: انا مو قصدي المملكة العربية السعودية!! اذا ما هو قصدك بتلك الدولة التي قلت عنها في تصريحك انها [دولة مجاورة] هل تقصد مثلا الجمهورية الايرانية او العراق؟ لان هذه الدول هي المجاورة لنا!! فما هي الدولة الخليجية التي قلت عنها [لا تريد التجربة النسائية!!] فهل هي غير المملكة العربية السعودية لان سائر دول الخليج بها تجربة نسائية الا السعودية، فلماذا هذا التردد بالاثبات تارة وبالنفي تارة اخرى فان صاحب المبدأ الحقيقي لا تأخذه لومة لائم في اظهار مبدئه والدفاع عنه، فالنائب الدويسان له تصريحات كثيرة مثيرة للجدل فمن التي اذكرها ما قاله عن الشبكة التجسسية الايرانية في الكويت بعد كشفها ومهوناً من الامر بقوله [اشفيها حتى الولايات المتحدة الامريكية تتجسس على اسرائيل!!] ومحذرا في تصريح آخر من الاعتداء على الجمهورية الايرانية [وكأني اشم خطة لضرب إيران!!] وانا في حقيقة الامر لا احاسب اي مواطن في عدم محبته للسعودية فهذا الامر شخصي وحرية شخصية ولكن لابد من معرفة صاحب الفضل لفضله وتقديره وعدم الاساءة اليه لان النبي صلى الله عليه وسلم قال [دياركم تكتب آثاركم] فأثر المملكة العربية السعودية على الكويت وعلى الخليج عموما لا ينكره الا جاحد فهي صمام الامان بعد الله سبحانه وتعالى في المنطقة وهي التي استضافت الشعب الكويتي وحكومته ايام الغزو العراقي واستعانت بدول العالم لتحرير وطننا، وايران – ايها النائب – في ذلك الوقت – بلسان حالها تقول [نارٌ تأكل حطبها] فأين الثرى من الثريا؟، وليعلم الدويسان اننا كشعب كويتي مجبولون – ولله الحمد – على الاعتراف بفضل من احسن الينا ولا ننكره كباقي الشعوب بل نذكره ونشكره ولا ننكره ومن حق المملكة العربية السعودية علينا الا نتكلم عليها بدون دليل ولا برهان ويكفي ما صرح به صاحب السمو حفظه الله فقد [قطع جهيزة كل خطيب] فقد قال سموه [من اتهم السعودية لا يمثل الحكومة ولا الشعب].


تجمع أساء للحكومة


التجمع الذي حصل في ساحة الارادة يوم الثلاثاء بعنوان [الله يحفظج ياكويت] من وجهة نظري فيها اساءة للحكومة وطريقة محاكاتها لمجريات الامور فكأن هذا التجمع على غرار ما قامت به التجمعات الاخرى المناصرة لحسني مبارك وبشار الاسد وعلي صالح وغيرهم فالواثق من نفسه وادائه لا يحتاج لتلك التجمعات والرد على المعارضة من خلالها، فان علاقتنا مع بعضنا البعض اكبر واسمى من هذه التجمعات فالكل يحب الكويت والكل يدين لصاحب السمو بالولاء والبيعة فلا نريد المزايدة في هذه القضايا ولا في غيرها.


[كلمة إلى المعارضة من القلب إلى القلب]


إلى الاخوة في المعارضة نحن نعلم حبكم وولاءكم للكويت واهلها ونحن نعلم ان مافعلتموه وان كان خطأ فهو نابع من محبتكم وخوفكم على البلد ونحن نعلم جميعاً ان هذه الحكومة ساد فيها الفساد مالم يسد في غيرها فيجب علينا ان نحكم الشرع والحكمة والعقل ولاسيما بعد ماصرح صاحب السمو لرؤساء التحرير [تعيين واقالة رئيس الوزراء بيدي ولن اقبل محاولات البعض فرض ارادتهم] وقال ايضا [حتى لو كان بنيتي اقالة رئيس الوزراء فلن افعل تحت الضغط] فبعد هذا التصريح من صاحب السمو ليس عليكم الا السمع والطاعة واسمعوا الى هدي الرسول صلى الله عليه وسلم فقد اخرج مسلم في صحيحه [عن علقمة بن وائل الحضرمي عن ابيه، قال: سأل سلمه بن يزيد الجعفي رسول الله صلى اله عليه وسلم فقال: يانبي الله! أرأيت ان قامت علينا امراء يسألونا حقهم ويمنعونا حقنا، فما تأمرنا؟ فاعرض عنه ثم سأله فاعرض عنه ثم سأله الثانية والثالثة فجذبه الاشعث بن قيس وقال [اسمعوا واطيعوا، فانما عليهم ما حملوا وعليكم ماحُملتم] وفي رواية قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [اسمعوا وأطيعوا فانما عليكم ماحملوا وعليكم ماحملتم] فلابد ياأخواننا من الوعي والحذر فهناك من يتحين الفرص عليكم وعلى امن بلدنا ويفرح بهذا التفرق والاختلاف حتى تسود ثقافته الفاسدة والخبيثة والله أسأل ان يهدينا الى سواء السبيل.