أقلامهم

افتتاحية الوطن تحذر من تبعات تدويل قضية الإيداعات وتقول إن ذلك يفتح الباب أمام تدخل المنظمات الدولية للتدخل بشؤوننا الداخلية

للتدويل تبعات


الوطن

أعلن بعض النواب المحسوبين على كتلة المعارضة تصريحات يعلنون فيها نيتهم تدويل قضية الإيداعات مبررين ذلك بعدم رضاهم عن الإجراءات الحكومية المتخذة حتى الآن في قضية الإيداعات المليونية، ولا يستطيع عاقل ان يهوّن من خطورة تلك القضية على سمعة السلطة التشريعية وأعضائها، وربما يكون كلام النواب حول تقصير الحكومة صحيحاً، ولكن ان يقدموا على خطوة تدويل القضية فهنا يجب ان نتوقف قليلاً ونفكر بتبعات مثل تلك الخطوة قبل الإقدام عليها.
ان القبول بمبدأ «التدويل» يفتح الباب بمصراعيه لتدخل المنظمات الدولية في كثير من شؤوننا الداخلية بشكل يفقد مجتمعنا خصوصيته، وهو قبول بإملاءات خارجية من منظمات لا نعلم من هي الأيادي الخفية التي تدير القرار فيها، فتخيلوا لو قبلنا بمبدأ التدويل، فهل سنقبل بحكم المنظمات الدولية على جمعياتنا الخيرية التي حملت محبة اهل الكويت واموالهم الى أشد بقع العالم حاجة وأعلت اسم الكويت كدولة سباقة الى عمل الخير، هل سنقبل بحكم المنظمات الدولية التي تتهمنا برعاية الارهاب كما اتهمت جمعيتا الاصلاح الاجتماعي واحياء التراث وهما من تلك التهمة بريئتان؟ هل لا يخشى من يريد تدويل قضية الايداعات ان يضعنا في موقف نقبل فيه املاءات دولية صادقت عليها منظمات الامم المتحدة مثل احترام حقوق الارتباط خارج الزواج وتحديد النسل؟ هل سنقبل الزامهم لنا باحترام الاقليات الدينية كالبهرة والهندوس وبناء دور عبادة لهم؟ هل سنقبل التوصيات بالتطبيع مع الكيان الصهيوني؟ هل سنقبل ان يتم تعديل المناهج الدراسية وخاصة مواد التربية الاسلامية والاجتماعيات كما تنادي نفس المنظمات الدولية؟.
للنواب الحق كل الحق بل عليهم واجب تتبع أي قضية فساد والتأكد من محاسبة المتسببين ولكن باتباع القنوات القانونية والدستورية، وحتى لو اشتكوا من تعسف الحكومة في استخدام ادواتها حسب وجهة نظرهم الا اننا نتمنى ان أي خطوة يريدون من خلالها تحريك القضية يجب ان تدرس تبعاتها.