أقلامهم

سعود السبيعي ينتقد فتوى طارق السويدان وعجيل النشمي المناصرة للمعارضين ويقول ان الاخوان المسلمين أعطوا إشارة التدخل لتأزيم الوضع في الكويت

مخطط الإخوان المسلمين في الكويت


سعود السبيعي


بدو أن وجهاء وأعيان ومشايخ حركة الإخوان المسلمين في الكويت تلقوا إشارة التدخل السريع لتأزيم الوضع السياسي ومناصرة نواب المقاطعة. فهذا الدكتور عجيل النشمي قد دأب في الآونة الاخيرة على نشر فتاوى تعضد موقف نواب المقاطعة، وهذا الدكتور طارق السويدان ظهر فجأة بين المتظاهرين أمام قصر العدل مؤازرا ومناصرا، وغيرهم الكثير من أعضاء الحركة الذين لا يظهرون إلا في الملمات العظيمة واللحظات الصعبة، حالهم كحال الأسطول السادس الأميركي.
وبدخول مثل تلك الأسماء تأكد للجميع ضلوع حركة الإخوان في إشعال شرارة المواجهة والتي بدأت منذ إلغاء مشروع الداو كيميكال العام الماضي، فبعد إلغاء المشروع وخروج الوزير الحدسي محمد العليم من الحكومة ظهر شعار «ارحل يا ناصر»، ولم يكن أحد يعلم في ذلك الوقت من وراء هذا الشعار؟ حتى رئيس الحكومة لم يكن يعلم ما يضمر له الإخوان المسلمون، بل كان ينفي عنهم تهمة التورط في تأجيج الشارع وتأليب النواب عليه، وكان يدفع عنهم تلك التهمة كلما طرح عليه أحد المقربين منه تلك الشكوك، ولكن اليوم بات موقفهم واضحا للعيان واصبح الضرب على المكشوف، فـقد صدرت التعليمات لكوادر الإخوان في النقابات والاتحادات الطلابية ولأئمة المساجد، بضرورة شحن النفـوس واشـعال الهمم، ودفع الناس للخروج الى الشارع تضامـنا مع نواب المعارضة والمقاطعة، بل نواب كل شيء، فهذا الاستنـفار الذي استدعى مـشايخ الـحركة للدخول في الخدمة، لم يكن من أجل أزمة سياسية وتعد، بل إن الأمر أكبر من رحيل الحكومة وحل المجلس، فالنظام الديموقراطي برمته في خطر فهو المستهدف من هذا الحشد غير المسبوق، فلا يمكن لعاقل أن يأخذ الأمور بحسن نية ويفسر الأحداث على أنها مصادفة، ففي السياسة لا يوجد حسن نوايا ولا محاسن صدف، فكل شيء بقدر وكل موقف محسوب ومدروس


صحيح أنه ليس الإخوان هم وحدهم من يدعون لرحيل الحكومة ورئيسها، بل يشاركهم في ذلك كتلتا العمل الشعبي والوطني وغيرهما، ولكن هؤلاء لمطالبهم سقف ينتهي برحيل الحكومة وحل المجلس ولا يمتد الى أبعد من ذلك، فغالبا ما تكون مواقفهم ردود أفعال لاحداث سياسية تنتهي بانتهاء تلك الاحداث، ولكن أجندة الإخوان ذات فصول متعددة ومراحل مختلفة، فقد نجحت «حدس» الواجهة السياسية للاخوان في جر القوى السياسية والنواب، ودفعت بهم للواجهة، فحدس لا يمثلها في مجلس الأمة سوى جمعان الحربش وفلاح الصواغ الذي كشف عن هويته الحدسية بعد نجاحه بفرعية القبيلة، لذلك رأى الحدسيون انه ليس من الحكمة ان يظهروا في الواجهة وقيادة المعارضة، فجعلوا من غيرهم رأس حربة، ومتى ما وصلوا الى أهدافهم المعلنة وغير المعلنة، بدأو بعد ذلك بإزاحة غيرهم وتصدروا قيادة المشهد السياسي، فهم دائما يطعنون بسيوف غيرهم، ويجيدون ممارسة الفوضى الخلاقة وفن التحريض والتأجيج، فما حصل منهم في أحداث الربيع العربي بدأت بوادره تظهر في الكويت، ولكن سيخيب الله مسعاهم ومساعي كل من أراد السوء بقصد وبغير قصد للكويت، فمهما زينوا أفعالهم، وغلفوها بجميل الشعارات، فإن أحرار الكويت لا ينساقون كالخراف وراء كل مطبل ومولول.