أقلامهم

محمد الوشيحي: كل من أيد هذه الحكومة بالقول أو بالعمل دخلَ المحرقة برجليه

محرقة


محمد الوشيحي


كلهم دون استثناء، كل من أيد هذه الحكومة بالقول أو بالعمل دخلَ المحرقة برجليه… الوزراء والنواب والتجار والبسطاء والشعراء وشيوخ القبائل ووجهاء العوائل والممثلون، ووو، كلهم دخلوا، أو أُدخِلوا، في الفرن وراحوا في الكازوزة، باستثناء “موضي علف”، فهو، أو فهي، ضد الحرق.
حتى الكتّاب والصحف والفضائيات الذين كانوا يمشون “على الحدود” ويدّعون معارضتهم الحكومة، كشفت أضواء النيران موقفهم، وشوهت الحروق وجوههم وأتلفت ملامحهم.
قالوا: كل الوزراء؟ حتى محمد العفاسي؟ قلنا: هذا بالذات حروقه بليغة لن ينجو منها… قالوا: وعبد الوهاب الهارون؟ قلنا: يرقد في مستشفى البابطين للحروق السياسية… بدهشة كرروا: عبد الوهاب الهارون عضو التحالف الوطني؟ وبتأكيد أجبنا: نعم، شاهدناه يحترق ويتقلب على جمر النار، بل إنه أكثر الضحايا احتراقاً، هو ود. هلال الساير… قالوا: وماذا عن د. محمد البصيري وأحمد المليفي وعلي الراشد؟ قلنا: مغطاة أجسامهم بـ”كريمات الحروق” والشاش الأبيض، لا تظهر إلا عيونهم، حالاتهم ميئوس منها، هؤلاء الثلاثة تحديداً “في الدرك الأسفل من الفرن”… قالوا: وبقية الوزراء “الشعبيين”؟ قلنا: حطب نار، لا يشغلون حيزاً في الفرن، أعواد صغيرة يابسة سرعان ما احترقت و”تجمّرت”… قالوا: طيب والشيخ أحمد الحمود؟ قلنا: يتطلب علاجه نقله بسرعة إلى ألمانيا، وقد يموت “سياسياً” قبل أن يصل إليها، ولا تطيلوا الحديث عن أحمد الحمود الذي هرول بأقصى سرعة له في اتجاه أكبر الأفران وأكثرها “وجيجاً” ورمى حقائب أرصدته كلها قبل أن يقفز وراءها في قعر الفرن الأكبر…
لا حول ولا قوة إلا بالله، قالوا، ثم أضافوا: طيب والشيخ حمد جابر العلي الذي لم يجف بعد حبر توزيره؟ قلنا: في بداية الاحتراق، وسيتفحم بسرعة، هو من هذا النوع الذي يتفحم بسرعة، حاله كحال صغار الوزراء الشعبيين، فلا رصيد له يشفع، ولا ذكرى سيئة ولا طيبة تقيه الحرائق وتحافظ على جلده لفترة أطول، فقد كان سفيراً، والسفراء في بلادي، غالباً، لا يجيدون إلا ترديد “العلاقة بين البلدين متينة”، ونظنه في لحظات احتراقه يردد: “الأفران بين البلدين متينة”.
***
إلى هؤلاء الشبان والشابات الذين واللواتي ما فتئوا يهاتفونني وغيري من الكتّاب والنواب: “لدي مستند يكشف تلاعباً خطيراً، قمت بتصويره… مشروع سرقة، أو مشروع ظلم، أو مشروع فساد أو أو أو، وأتمنى وأده قبل أن يكبر ويشتد عوده”.
إلى هؤلاء كلهم أقول: لولاكم وأمثالكم لماتت الكويت. أنتم وأمثالكم من يتعهد الكويت وهي على فراش المرض، ويسند رأسها على زنده ليطعمها دواءها، في الوقت الذي يستغل فيه اللصوص مرضها ويتزاحمون على “كبتها”.
هل أقول لكم “شكراً”؟ وهل يُشكر الابن لبرّه بأمه؟ صدقاً لا أعلم ماذا أقول… فقط سأردد ما تقوله أمكم الكويت: الحمد لله.