محليات

مظاهر سلوكية لها مردود سلبي على المدى القريب قبل البعيد
بيان القوى الإسلامية.. “الأزمة بين الأسباب والعلاج”

في ظل التوترات التي باتت مسيطرة على المشهد السياسي في الكويت، وحالة اللهب التي تعيشها البلاد، أصدرت القوى الإسلامية بيانا ألقت الضوء من خلاله على بعض الأسباب التي رأت أنها تعود على البلاد مردود سلبي على المدى القريب قبل البعيد، وهذا نص البيان:- 
– الحمد لله القائل في محكم التنزيل: “فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ القُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ ( [هود آية: (116)]
– والصلاة والسلام على القائل: «الدين النصيحة، قلنا: لمن  يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم»[رواه مسلم].
?أمام الواقع المؤلم الذي تعيشه البلاد في الآونة الأخيرة، وفي خضم الأحداث السياسية، والنكبات المتتابعة، نوجه هذا البيان نصحًا للأمة وإبراءً للذمة، وقيامًا بواجبنا تجاه وطننا وديننا، ولا يخفى على المتابع لحجم المخالفات الكثيرة، والمشكلات المتتابعة والمتكررة أمام بلدنا الصغير في حجمه الغني بموارده، أنه يدرك تمام الإدراك أن هناك أسبابًا كثيرة أدت إلى وقوع هذا الكم الكبير من التجاوزات والمخالفات التي أثرت في حياة الناس واستقرارهم وأمنهم وسلوكهم حتى أصبحنا نرى ونشاهد مظاهر سلوكية لها مردود سلبي على المدى القريب قبل البعيد.
?وقبل الخوض في الأسباب وبيان المخرج والعلاج فإنه مع انتقدًا لما وقع من دخول لمجلس الأمة وخطأ هذا التصرف إلا أننا لا نعفي المتسبب في هذا الحدث من خلال استفزاز الناس وإلجائهم إلى هذا التصرف واضطرارهم إليه بدءًا من جلسة الثلاثاء والحيلولة بين المستجوبين ومناقشة استجوابهم مما ولد حالة من الشحن والغضب الذي لا ينتهي وراء تمترس الحكومة بأغلبية حكومية عليها علامات استفهام كبيرة من خلال ما يتداول من فضيحة الإيداعات المليونية والتحويلات الخارجية.
?وسلسلة الأحداث المتتالية والمتتابعة في السنوات الأخيرة التي لا يمكن فصلها عن التوتر الحالي ولا عن المشهد السياسي ككل، فإن ضرب المواطنين والنواب في ديوان الحربش , وإطلاق العنان للإعلام الفاسد الذي لا يزال يهدم في المجتمع وغير ذلك كان سمة السنوات الأخيرة والتي ولدت احتقانا متراكما كان آخره الاعتقالات الجماعية التي لن تزيد الأمر إلا استفحالاً والحال إلا سوءا، فمن يوقف كرة الثلج قبل أن تصبح صخرة، فإن تركت أصبحت كالجبل فيصعب التعامل معها، وهكذا الأزمات إذا تقاعس عنها الحكماء  وتأخر في حلها القادة والأمراء.    
وعليه فنجمل الحلول والمخرج لهذه الأزمة في النقاط التالية:
أولاً: وجوب تطبيق الشريعة الإسلامية وامتثال أمر الله تعالى في تطبيق شرعه الحكيم، ففيه المخرج من الفتن والعلاج للأزمات، وما تخلت أمة عن شريعة الله إلا وقد حيل بينها وبين تحقيق ما تصبو إليه من الأمن والرغد والاستقرار، وصدق الله تعالى إذ يقول: ) أَفَحُكْمَ الجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ ( [المائدة آية: (50)] وقال تعالى:) وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى ( [طه آية: (124)].
?ومن أظهر الأدلة على هذا ما نراه من حجم المعاناة المالية والاقتصادية والأمنية التي تعاني منها دولٌ كبرى كانت ومازالت مضرب المثل في تطبيق الديمقراطية المزعومة.
ثانيًا: وجوب تطبيق القانون على الجميع دون التفريق بين فئات الشعب، فإن هلاك الأمم موقوف على التخاذل في تطبيق القصاص والعدل وقد حذرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من ذلك بقوله: «إنما أهلك من كان قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد» [رواه البخاري].
ثالثًا: وجوب وقف أبواق الإعلام الفاسد الذي يقتات على سب الناس وقذفهم والنيل من أعراضهم وكراماتهم تحت مسمى حرية التعبير , والحق أنه حرية التعيير والشتم، فإن هذا الإعلام للأسف قد نال مُراده من خلال تقسيم المجتمع وإثارة النعرات المناطقية والفئوية، مستخدما عبارات التشكيك والتخوين والطعن في الولاء والانتماء، وشجعًا على ذلك تراخي وزارتي الإعلام والداخلية القيام بالمسئولية تجاه هذه القنوات وتعاملها غير العادل في تطبيق القانون.
رابعًا: وجوب محاسبة من ثبت تورطهم وتلوثهم بالمال العام ممن تلوثوا بالمال السياسي والرشوة من أجل شراء المواقف، مع ما في الرشوة من لعنًا ومقت فقد قال: (صلى الله عليه وسلم): «لعن الله الراشي والمرتشي» [رواه أصحاب السنن] وما حلت الرشوة في بلد إلا وقع الفساد وغُصبت الحقوق وأَكَلَ القويُ الضعيف.
خامسًا: يجب تقديم من تورط في ضرب المواطنين والنواب إلى العدالة ومحاكمتهم بكل شفافية لتهدئة النفوس وإعادة الثقة بعدالة القضاء وهيبة الدولة وحيادية السلطة.  
سادسًا: وجوب وقف مظاهر الفساد الأخلاقي المتفشي والذي للأسف أضحى ظاهرة خطيرة بدأت تغزونا من خلال التراخي في تطبيق القانون على المفسدين في المقاهي والشقق المشبوهة وغيرها مما ينذر بسلب النعم وزوال العافية وتبدل الحال قال تعالى 🙂 وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا القَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً ( [الإسراء آية: (16)].
سابعًا: خطورة إذكاء الحكومة للنَفَس الطائفي سواء كان ذلك مقصودًا أو غير مقصود، وذلك بتطبيق سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع الخطباء والتجمعات, حيث يتم إيقاف بعض الخطباء ومحاسبتهم على كل كلام عبر التسجيل لهم، بينما يغض الطرف عن البعض مهما بلغة من إساءة أو تهديد للأمن والاستقرار، فما دام أن التسجيل أمرٌ مطلوب فالواجب التطبيق على الجميع دون تفرقة أو مجاملة، مما يشعر الجميع بالعدالة.
ثامنًا: من علامات الساعة التي أخبر بها النبي (صلى الله عليه وسلم) تضييع الأمانة المتمثل في تولية الأمر لغير أهله، فمن الواجب على المسؤولين في الحكومة تولية الأكفاء من أبناء البلد دون النظر لاعتبارات الترضية والمصالح المتبادلة في المواقف وكسب الولاءات التي تضر بالعباد والبلاد.
تاسعًا: يجب أن تدرك الحكومة والمسؤولون فيها الخطر المحدق بالبلاد في ظل استمرار الأزمة السياسية كما إن أطمع بعض الدول ورغبته الجامحة في تصدير ثورتها المزعومة إلى الخارج من خلال إثارة القلاقل في دول الخليج واختراقها الإعلامي ببعض وسائل الإعلام المحلية، وما أحداث البحرين منا ببعيد، فلذا ويجب إلجام كل من تسول له نفسه العبث بأمن البلد وأمن دول الخليج عبر استخدمه المال والإعلام لزعزعة الأمن في دول الخليج، فإن استقرار أي دولة من دول الخليج استقرار لباقي الدول، كما نحذر من التخلي عن منظومة التعاون الخليجية، حتى لا يصدق فينا المثل القائل:
“أكلت يـوم أكـل الثور الأبيض”.
عاشرًا: وبعد هذا التراكم من المشكلات والأزمات التي تعصف في البلاد فإن من الواجب استقالة الحكومة ورئيسها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه والخروج بالبلاد من هذه الأزمات من خلال رئيس جديد ونهج جديد.  
كما يجب على النيابة العامة أن تنظر في المشهد السياسي كاملاً  وتطلق صراح جميع المعتقلين من الشباب الكويتي تخفيفًا لحده الأزمة السياسية التي تعسفوا بالبلاد.
كما نوصي أنفسنا جميعًا بوجوب تقوى الله تعالى في السر والعلن وأن نعلم أن الله تعالى قد وعد بدوام النعم واستمرارها متى تحقق شكرها قال تعالى:) وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ [إبراهيم آية: (7)]
كما نسأله جل في علاه أن يحفظ بلادنا وأن ينعم عليه الأمن والاستقرار في ظل سمو أمير البلاد وولي عهده الأمين حفظهما الله ورعاهما.
والحمد لله رب العالمين،،،
– تجمع ثوابت الأمة – الأمين العام النائب /محمد هايف المطيري

– النائب / خــالــد السلــطان
 
– الحركة السلفية: دكتور / بدر ماجد
 
– الحركة الدستورية: أسامة الشاهين