يزداد استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كل يوم وكل لحظة وكل حين، وهناك أشخاص جدد يسجلون يومياً في موقعي التواصل الاجتماعي ((الفيسبوك)) و ((تويتر))، وبشكل ملحوظ مما ألفت وأبهر العالم وحدث ماحدث من تغيرات وثورات في العالم”.
قبل حديثي عن ذلك التغيير الذي حدثته تلك المواقع “الفيسبوك وتويتر”، فأسيق نبذة عن تلك المواقع التي هي بالفعل أصبحت عالم جديد مستقل .. عالم داخل عالم!، لها شعوبها ومؤيديها ومتابعيها”، فهذه المواقع سلسلة من تكنولوجيا الأتصال سواء على الصعيد المحلي أو العالمي ، فالملفت من هذه المواقع نذكر قصة” مارك زكربيرغ ” عندما وصل إلى مدينة بالو آلتو في ولاية كاليفورنيا قبل سنوات لم يكن يملك سيارة تقله أو بيتاً يأويه أو عملاً يقيه من السؤال، وحتى لا تبدو هذه الصورة القاتمة كفصل من رواية البؤساء فإن مارك اليوم يمسك بدفة قيادة موقعه الاجتماعي “فيس بوك دوت كوم” ((Facebook.com ))، الذي اشتهر عالمياً بوصل الناس بعضهم ببعض، رافضاً بنفس الوقت الأيدي التي مدت إليه بعروض تصل إلى مليار دولار، فهذا الولد بعقليته المميزة أبهر وأدهش هذا العالم بما صمم من موقع مميز!!، وبظهور تلك الموقعي يصنفان من أفضل المواقع الاجتماعية عالمياً ومن عمالقة التكنولوجيا ويعدان من المراتب الأولى عالمياً من حيث الشعبية التي يحضون بها،حيث يعتبران الواجهة المفضلة للشعوب وللموهوبين والشباب وإعطاء حرية الرأي بدون تجريح للاخرين’ ،فخلقتا تلك المواقع طفرة نوعية عالية الجودة والتقدم والإنخراط الاجتماعي فيهما فاق المعدل الطبيعي من مواقع الاتصال الروتينية السابقة مما جعل اقبالاً كبيراً من كل فئات المجتمع ومن كل الاعمار حتى أن وصل هذا الاقبال إلى نسبة تشكل نصف البشرية، بل ومن الممكن البشرية ككل ، وبوجود تلك المواقع هو بوجود الإنترنت والذي هو نظام ووسيلة اتصال من الشبكات الحاسوبية يصل ما بين حواسيب حول العالم ، فاتضحت اليوم للإنترنت آثار اجتماعية وثقافية في جميع بقاع العالم، وقد أدت إلى تغيير ملموس على جميع الأصعدة من مواقع الوسائط الاجتماعية وغيرها ، فنسبة مستخدمي الإنترنت حسب الدولة، وحسب عدد المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي، مما جعل مستخدميها عدم الإستغناء عنها والاعتماد عليها في التواصل ، فتلك المواقع كوكبة كبيرة تشكل العالم كله من مواقع الاتصال الاجتماعي : فأبرزها تلك الموقعي ((فيسبوك )) و(( تويتر ))، هذان الموقعان وضعوا تلك البصمة المختلفة عن كل المواقع السابقة مما كان لهما الأثر الكبير من الناحية الإجابية للشعوب!!، باستثناء الناحية السلبية.
فهذه المواقع تلامس إحساس مستخدميها من الناحية الاجتماعية والانسانية والسياسية والإخبارية والتجارية والاعلانية وغيرها من عدة إستخدامات ، ومن أبرز تلك الاستخدامات هو التواصل الاجتماعي بين الشعوب في العالم ووصول الخبر بإسرع وقت ممكن ، وتوصيل المعلومة بوضوح ، حتى أن أستعانة القنوات الفضائية والوسائل الأخبارية الكبرى في المشاركة بهاذان الموقعي، ومما جعل إنخراط الشعوب بعضها البعض في الدخول في نقاشات وحوارات وتعقيبات على كل مايورد ! فتلك المواقع هذه حدثت تغيير لم يحدث على مر السنين، بل كان منها الاستفادة والتغيير الواضح من حيث الاوطان والشعوب ، فتلك الشعوب كانت في الازمنة السابقة في دائرة “مكبوتة مغلقة”؛ لاتستطيع التعبير عن رأيها وأفكارها بل وعاشت على ذلك الروتين الممل، فحينها ظهرت تلك المواقع ووضعت بصمتها على أنفس تلك الشعوب فحينها بدأت تتنفس وتحاور وتشارك في قضايا المجتمع ، مماجعل لها مردود إيجابي واضح .. أما الأن نذكر ماذا صنعت تلك المواقع؟
هنا نستطيع أن نقول تم تغيير رؤساء عدة دول عن طريق تلك المواقع بل وعن تفاعل وتشارك الاعداد الهائلة في تلك المواقع ، وترجمة العمل إلى واقع، فأندلعت أحداث أول ثورة في تونس في 18 ديسمبر 2010 تضامنًا مع الشاب محمد البوعزيزي الذي قام بإضرام النار في جسده في 17 ديسمبر 2010 تعبيرًا عن غضبه على بطالته ومصادرة ((العربة)) التي يبيع عليها ومن ثم قيام شرطية بصفعه أمام الملأ وقالت له Degage أي إرحل، فأصبحت تلك الكلمة شعار الثورة لرحيل الرئيس، فأندلعت الثورة وأنتشر الخبر على المستوى العالمي عبر موقعي التواصل الاجتماعي ((فيسبوك وتويتر))، فكان له الأثر الايجابي للشعوب بإحياء الحرية المكبوتة طوال قرون سابقة، فحينها بدأت ثورة (( مصر .. ميدان التحرير )) في 25 يناير ، من دعوة بعض رواد موقعي الفيسبوك وتويتر لكل المشاركين وغير المشاركين وكسب الشعبية والدعوة لذلك الموقعي وبعرض بعض الادلة والبراهين في صفحة على موقع فيسبوك بما يتعرض له الشعوب من ظلم أنظمتهم ، فحينها بدأت إستجابة الشباب المصري وإنخراطهم ومشاركتهم الفعال والاتفاق على الاعتصام والتظاهر في ميدان التحرير ،ليكون أول مكان لهم يطلقون منه مطالبهم ومتطلباتهم التي كانوا محرومين منها على مدار السنوات السابقة فأصبح موقعي ” الفيسبوك وتويتر ” من أبرز المواقع الأخرى وبدأت تأخذ بعد في المشاركة من الشعوب حتى وصلت المشاركة لكل فئات المجتمع من الشعوب ، وأصبح هاذان الموقعين هما المصدر الرئيسي للتواصل على مدار الساعة ودون توقف أو وقت أوزمن معين على الصعيد المحلي والعالمي للدول ، مما يجعل ويضاعف المشاركة فيه لدرجة يكون متواجد ومتابع في معظم الوقت، فمؤيدي هذه المواقع هم من يريدون كشف الحقائق وإعلاء كلمة الحق والتواصل بين أبناء الشعب الواحد والشعوب الأخرى، ومن يرفضها هم القياديين أصحاب النفوذ ،ويريدون دائماً تطبيق أعمالهم بالسر والقمع والاستحواذ دون مراقبة وتسليط الضوء عليهم ودون محاسبتهم وتعريهم أمام العلن، مما لفت إتباهنا بإن هناك أكثر زعماء الأنظمة والمسؤلين وأصحاب السلطات في العالم أنخرطوا بتلك المواقع مما جعلهم إنشاء صفحات خاصة لهم ومشاركتهم في التواصل مع الشعوب وإعطاء حرية الرأي وتبادل الآراء.
وكما قلنا ومعرفتنا بالبحث والتحري بأن أساس تلك الثورات والتغييرات الحاصلة ومطالبات الشعوب؛ هي تلك موقعي التواصل الإجتماعي (( فيسبوك)) و((تويتر))، التي لمسة معاناة الشعوب وفتحة عالم جديد يطالب ويحاور ويبدئ رأيه ويتطلع إلى عالم متفتح وحرية الانسانية التي كانت مفقودة في بعض الشعوب، وكما يترقب العالم من تلك المواقع زيادة في التحديث من التطبيقات الجديدة في تلك (( الموقعي ))، مما يجعلها ميزة لمستخدمي ومشاركي تلك المواقع في التواصل والتقدم المستمر.
الجامعة العربية – الكويت
تويتر : BomsaalQ8
أضف تعليق