أقلامهم

ناصر العبدلي: الرئيس الخرافي «بلع الموس» كما يقال، لأن مراهناته على 14 نائبا ممن يسمون «القبيضة» باءت بالفشل

ناصر العبدلي
.. لماذا صمت الخرافي؟! 
يتساءل كثيرون عن صمت رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي هذه الأيام وتهربه المستمر من أسئلة الصحافيين عند مغادرته مبنى مجلس الأمة كل يوم، وهو الذي كان لا يترك شاردة ولا واردة إلا علّق عليها، بدءا من الشأن المحلي وتداعياته، مرورا بالشأن الإقليمي وانتهاء بالشأن الدولي، وكلنا يتذكر تصريحه ضد الولايات 
المتحدة الأميركية.
الرئيس الخرافي «بلع الموس» كما يقال، لأن مراهناته على 14 نائبا ممن يسمون «القبيضة» باءت بالفشل، بعدما اجتهد طوال السنوات الماضية على تسهيل تسلطهم على رقاب الشعب الكويتي بالتعاون مع رئيس الحكومة «المخلوع» شعبيا الشيخ ناصر المحمد، فتارة يعلقون جلسات مجلس الأمة ويعيقون السلطة التشريعية عن أداء عملها انتقاما من زميل لهم، وتارة يشطبون الحق الدستوري في المساءلة من على جدول أعمال مجلس الأمة. لم نر يوما الرئيس الخرافي ينتصر للدستور ويقف معه أو يتصدى لمن يحاول العبث به، فقد كانت مواقفه أشبه ما تكون بالشوكة في خاصرة المواطن البسيط، يبرر للحكومة مواقفها ضده ويسوّق طروحاته بالحفاظ على المال العام، عندما يكون ذلك المواطن طرفا فيه، لكن عندما يكون المنتفعون بالمال العام طرفا فإنه لا ينبس ببنت شفة، وكأنما الأمر لا يعنيه من قريب أو بعيد، ألم يتصد الرئيس الخرافي لكل استجوابات النواب، و»سلقها» في جلسة واحدة، خوفا على شعور الحكومة من أن يجرح، وقد كانت النتيجة إفشال الهدف من المساءلة السياسية؟ الصمت في بعض الأحيان أبلغ من الكلام، وفي أحيان أخرى مؤشر على انتكاسة، وفي حال الرئيس الخرافي لم يكن تأنيبا من ضمير أو مراجعة ذاتية لمواقف سابقة يمكن من خلالها تصحيح خطأ وقع واستمر فترة طويلة من الزمن، لكنه إعلان للهزيمة أمام الشرعية والتمثيل الحقيقي للمواطنين، بعدما عبثت يد المال السياسي بنتائج انتخابات مجلس الأمة الماضية، وأخرجت لنا «مسوخا» لا تحمل ضميرا أو شعورا وطنيا يمنعها من تقبل الرشاوى والافتخار بتلقيها دون خجل وحياء، كما يفعل ملك «البخور». لم يعد الرئيس الخرافي يجد ما يقوله، فقد «قطعت جهيزة قول كل خطيب»، وكان الحراك الشعبي وذخيرته 20 نائبا في ساحة الإرادة -بعدما صودرت قاعة عبدالله السالم- هو القول الفصل في الشأن السياسي، وليس 14 مرتزقا باعوا ذممهم وضمائرهم، وباعوا من أوصلهم إلى عضوية مجلس الأمة ليتحولوا بعد ذلك إلى «كوميشنرية» يسوقون ضمائرهم دون خجل تحت شعار «الأغلبية البرلمانية».