كتاب سبر

خمسٌ عجاف!

أولاً، وبادئ ذي بدء.. أكتب كلماتي هذه بلونٍ يشعُّ صفاراً.. وأقول: لن يهدأ لنا بال، حتى تقر أعيننا برؤية معتقلينا حمد العليان، والشلاحي، والبلهان، والشعبي، والغانم وزملائهم أحراراً طلقاء، وغير ذلك.. نحن مستمرون باعتصامنا في ساحة البطل ناصر المصري -العدل-؛ لنكمل ما بدأناه.. والله الموفق والمستعان.

***

رحل ناصر المحمد وانتهى عهده، وبعد الله، الضغط الشبابي هو من فرض الاستقالة والرحيل من الباب الخلفي غير مأسوف عليه. أسوأ عهد مر على تاريخ الكويت الحديث بلا فخر.. سقط بسواعد الشباب وكفاحهم، سقط بإصرارهم وعزيمتهم، فلم يؤثر عليهم التهديد والوعيد، ولا التضييق عليهم في أرزاقهم، ولم يؤثر عليهم السجن والتنكيل؛ لإيمانهم بقضيتهم. وظنوا (أيّ قوى الفساد)، أن بسجن الشباب تنتهي الحكاية، فكانت تلك هي البداية، فأخذوا يولولون وإعلامهم الفاسد على دخول الشباب لمجلس الأمة، ولا يعلمون بأن اقتحام قاعة البرلمان كان أجمل خطأ بمسيرة النضال الشبابي التي أسقطت كبير الفاسدين، وستتبعه البقية الفاسدة بإذن الله ثم بمرابطة الشباب في الساحات. يا ألله، أبت سنة الشعوب أن تودعنا دون تحقيق حلمنا، فبعد أن سقط أربعة من طغاة العرب، جاء دور الكويت لتفرح برحيل عهد النكسة.. (7 فبراير 2006 – 28 نوفمبر 2011).


هن خمس عجاف علينا وعلى الكويت، حدث بها كل شيء يثبت بأن الدولة ستسقط لا محالة يوماً ما.. إن استمر ناصر بقيادتها.. وبالنفخ على الذاكرة وتنظيفها من تراكم الأتربة، ونعود لعهد النكسة البائد، سأسرد جزءاً من سواده على شكل نقاط، للتاريخ فقط.


1) تهميش الدستور، وتفريغ محتواه، وهدم قيمه، ونسْف مواده.. وهذه أهم نقطة؛ لسبب علمي بسيط ولكي يتجلى لنا عظمة هذا الدستور وسبب تشبثنا به بأيدينا وأرجلنا، وهو لأن باقي السيئات تأتِي بعد نجاح عملية تفريغ الدستور من محتواه، وركنه على الرف.

2) التحويلات، والإيداعات المليونية، والرشاوى.. (المادة 17 من الدستور.. على الرف).

3) تفريق المجتمع، ونشر الفتن، وتقسيم الشعب لتصنيفاتٍ أساسها المذهبية والقبلية والمناطقية، ورعاية إعلام فاسد يقتات على التفرقة وتوجيه التهم لشرفاء القوم. (المادة 8 من الدستور.. شفّافة! فلم يقرؤها سموّه).

4) ضرب الشباب والنواب في التجمعات السياسية، وسحل دكاترتنا ومفكرينا، واقتحام المساكن دون وجه حق. (المادة 44 والمادة 34 والمادة 38 من الدستور الكويتي، ولكنهم يعملون بدستور ناصر، لا أعاد الله أيامه).

5) آلاف الطلبة الكويتيون لم يجدوا لهم مقعداً دراسياً يكملوا به دراستهم الجامعية. (المادة 40 من الدستور أسألوا معالي أبو أنس عنها).

6) قتل الميموني رحمة الله عليه. (المادة 8 من الدستور.. رحمها الله).


والله لم يبقوا مادة من الدستور إلا ودنّستها يد الفساد، وكي لا أطيل أكتفِي بهذه النقاط الست، ولأكون منصفاً.. سأسرد الجانب المشرق في عهد النكسة.. ونشكر سموّه عليها بلا شك.. ولا ننكر فضله.


1) وعي الشباب سياسياً.. فلم يعد الشباب مقتصرين على المجمعات التجارية والمقاهي وغيره، بل أصبحوا الآن في ساحتي الإرادة والصفاة وساحة العدل ووو..).

2) انتشار ثقافة الـ(لا) في المجتمع، فلم يعد الشعب يؤمن بقول الشاعر: ما قال (لا) قط إلا في تشهده / لولا التشهد كانت (لاءه): نعم!.

3) انكشاف زيف بعض التيارات والقوى السياسية، وإبداء مصلحتهم الشخصية على المصلحة العامة.

4) تفجير طاقات الشباب في مجالاتٍ عدة، فبعهد النكسة عرفنا كتاباً ومغردون مبدعون، وظهرت لنا حركات شبابية رائعة، وعرفنا مبدعون في عالم التوثيق المرئي والمسموع كالموثق الأول لهذه الحقبة الزميل (الزيادي) وقناته اليوتيوبية الثرية بالتوثيقات والأحداث التي سنعود لها يوماً ما.. لنستخلص منها الدروس.

5) ختاماً لإيجابيات عهد الفشل، خبر سيزعج سموّه وزمرة الفاسدين.. الزميل مبارك الهزاع وبعض الشباب يعملون الآن على توثيق أهم حقبة في عهد ناصر المحمد على شكل فيلم وثائقي، ابتداءً من حملة “إرحل” في بداية عام 2009، وحتى انتهاء ولايته المشؤومة.. فلندعوا لهم بالتوفيق؛ لأن الذي يقومون به عمل عظيم، لن نعرف قيمته نحن بقدر حاجة أبنائنا وأحفادنا له.


ستكون لنا وقفات عديدة في القريب العاجل لإيضاح تطلّعات الشباب بعد حل المجلس الوطني، عفواً.. مجلس الأمة الكويتي المنتخب!!… بإذن الله.


همسة:-

الدكتور سند الفضالة، تعجز الكلمات والحروف عن شكرك، يكفي أن أقول إنك أحسنت تربية أبنائك نعم التربية؛ ليكونوا رجالاً قادرون على فداء وطنهم بكل ما يملكون، ولم تبخل بأياً منهم يوماً ما، ووهبتهم للوطن.. مقابل عودة وطن.

شكراً لك باسمي وباسم الشباب بحجم قلبك الكبير د.سند، ولكل أهالي المعتقلين الأحرار.


***

مع الشكر:-

لمن يمتلك (أفلام-وثائق-صور) تثبت تجاوزات السلطتين التشريعية والتنفيذية، ويريد المساهمة بعملية التوثيق، يرسلهم على إيميل الصديق مبارك الهزاع مع الشكر. 


***

فلاح الحشاش..

Twitter @ALHShaSh

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.