أقلامهم

د.وليد الطبطبائي يسجل بعض الدروس والعبر المستفادة من الأزمة السياسية التي عاشتها الكويت

دروس كويتية من رحم الأزمة


د.وليد الطبطبائى


فرحة الكويتيين بإقالة الحكومة ينغصها استمرار احتجاز الشرفاء من رجال المعارضة بدعوى «اقتحام» المجلس، لكن يعلم الله لولا هذا الدخول للمجلس والذي نتج عن استخدام الشرطة العنف ضد المتظاهرين لما تصاعدت الأحداث في اتجاه اقالة الحكومة، فشكرا للشرفاء ولن يهدأ لنا بال حتى يفرج عنهم وتشطب الدعوى الكيدية ضدهم باذن الله.
لقد مررنا بأزمة سياسية كبيرة وما زلنا نترقب الضوء في نهاية النفق، لكن الأزمة قوَّت الكويت ولم تضعفها، وكانت لنا فيها دروس وعبر أود ان أسجل بعضها فيما يلي:
أولا: الحقوق تؤخذ ولا تمنح، ولا توجد حكومة تعطي للشعب حقوقه وهو جالس في الديوانيات يشكو ويتذمر، فلابد من التحرك الفاعل بشتى صنوفه ولابد من مواجهة المخطئ بخطئه والمنحرف بانحرافه، ولابد من تحمل المشاق والمكابدة من أجل نيل الحقوق.
ثانيا: ان الحق غالب وان ضعفت أدواته وامكاناته، وان الباطل ضعيف مهما امتلك من أجهزة وامكانات واعلام فاسد، فلا ييأس أحد من المطالبة بحق ولا يرهبه ما للباطل من سلطة وتمكن.
ثالثا: أثبتت الأزمة ان الخير في الشعب الكويتي كثير، وان شباب الكويت الذين يتوهم البعض أن الترف والرفاهية أفسدتهم كانوا الطاقة المحركة لحركة المطالبة بالاصلاح، وأعترف ان الشباب بحماسهم هم من دفع النواب في مواجهة الحكومة في مناسبات كثيرة ترددت فيها المعارضة، وهم من جذب الجماهير للتحرك ومواجهة الفساد.
رابعا: أكدت الأزمة تهافت الاعلام الفاسد وان حبل الكذب قصير، كما رأينا ان الاعلام البديل الذي يقوده الشباب عبر الانترنت و«التويتر» سيطر على الساحة وأزاح الاعلام التقليدي من صحف وقنوات وهي في غالبها في قبضة الحكومة ومن تمويلها، وسيكون الاعلام البديل خير عون بعد الله لحركة الاصلاح في مواجهة ما هو قادم من تحديات.
خامسا: أكدت الأزمة تلاحم الكويتيين ووحدتهم وأنهم في الأزمات يد واحدة، وان العصبيات الفئوية التي حاولت الحكومة والمشبوهون من حلفائها اشعالها قد تلاشت وانطفأت عندما هب أهل الكويت يواجهون الفساد.
سادسا: كشفت الأزمة القناع عن كثير من الانتهازيين والوصوليين وبائعي الشعارات، وعرت نواب الفساد والرشوة بشكل كامل أمام الشعب الكويتي.
ونأمل ان تستمر الأزمة بالانفراج فيتم تعيين حكومة برئيس جديد ونهج جديد، وان يفرج عن الشرفاء المحبوسين وان يحل برلمان الرشوة والفساد وينتخب الكويتيون مجلسا جديدا يشرفهم.
ونسأل الله عز وجل ان يهيئ للكويت أمر رشد يعز به أهل طاعته ويذل به أهل معصيته ويؤمر به بالمعروف وينهى فيه عن المنكر.