أقلامهم

عبداللطيف الدعيج: الكل يردد مقولة رئيس جديد ونهج جيد ولكن لم يبين لنا مالعيب في النهج الحالي أو القديم؟

.. وماذا بعد الرحيل؟
 عبداللطيف الدعيج 
 
الكل اصبح يردد مقولة رئيس وزراء جديد ونهج جديد دون ان يبين لنا ما العيب الاساسي في النهج «الحالي» او القديم، ودون ان يتعنى ويحدد لنا ولو تصورات او مؤشرات موجزة عن النهج الجديد الذي يبشر به. حكومة جديدة برئيس جديد ونهج جديد… اتحدى ما يسمى بالقوى السياسية مجتمعة ان تضيف كلمتين الى هذا الشعار!
كل ما حمله الناشطون السياسيون هو لافتة «ارحل»، وليس شيئا غيرها. والواقع ان جميع الاتجاهات والمجاميع السياسية هنا، هذا ان وجدت، جميعها لا تمتلك اي منها رؤية حقيقية او تصورا ولو جزئيا عن الحراك المستقبلي والاجندة القادمة. طبعا ستتصدر القيم والمفاهيم والاخلاق حملة الناشطين السياسيين، ولكن ايا منهم لن يجرؤ على التعريف المادي او التوصيف القانوني لهذه القيم. سمعنا ونسمع ان الحكومة راشية ومرتشية… آمنا بالله.. سنصدق، وسنتغاضى عن القفز الذي مورس ضد القوانين والانظمة لاثبات ذلك، ونصوت مع الاخرين بان الحكومة راشية ومرتشية، يبقى السؤال الاساسي: هل الرشوة سبب ام نتيجة؟ ولماذا مالت او حسب ما نرى نحن، اضطرت الحكومة الى ممارسة الرشوة المزعومة؟
هل اقالة الحكومة وتغيير الرئيس سيوقفان الرشوة والفساد، ام اننا بحاجة الى معالجة الاوضاع من جذورها والتعامل مع الظروف والوقائع التي افرزت لنا هذا الوضع الذي نحاول تغييره. حتى الان ليس هناك شيء.. ليس لدى اي طرف تصور او حتى خطوط عامة، فالجميع رفع شعار «ارحل» دون ان يهيئنا او حتى نفسه لما بعد الرحيل. ها هي الاخبار تتوالى عن تعيين الشيخ جابر المبارك نائب رئيس مجلس الوزراء المستقيل رئيسا للحكومة الجديدة. اذا ما الذي تغير.. او سوف يتغير؟!
وكيف للقيادة مثلا ان تحقق التغيير ان لم نضع نحن او الناشطون، الذين فرضوا «رؤيتهم الخاصة»، هذه الرؤية امام القيادة السياسية، ونعلن اننا نريد تحقيق كذا وكذا، وان نصل الى هذه النقطة او تلك في السنوات المقبلة. بالعربي، ماذا تريدون؟… الحكومة السابقة كانت ترفع شعار تحويل الكويت الى سوق اقتصادي ومركز تجاري.. معارضو هذه الحكومة، الذين منعوا الاغاني والاهازيج في ساحة الارادة، ماذا يريدون؟!
* * *
في ما يشبه الاعتذار عن الاحداث الدموية التي مرت على البحرين، اقال جلالة ملك البحرين استنادا الى تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شكلها، اقال رئيس جهاز الامن الوطني الشيخ خليفة، وعيّن بدلا منه مواطنا لا ينتمي الى الاسرة الحاكمة… متى سيعتذر الذين جلدوا وخونوا الابرياء البحرينيين هنا؟ ولماذا بلع ألسنتهم، الذين ملأوا الدنيا ضجيجا وصل الى حد استجواب رئيس مجلس الوزراء حول الغزو «الصفوي» المزعوم؟!