برلمان

معلومات سرية لقنوات صرف أموال القبيضة.. ودور محافظ البنك المركزي

في الوقت الذي كانت فيه المعارضة، نواباً وكتّاباً وناشطين وعشاق بلد، تتظاهر كل أسبوع، وتتعرض للتشهير والافتراء والتنصت والترصد والتضييق ووو، كان المرتشون ينتشرون في أصقاع الأرض يشترون العقارات ويفتحون حسابات بنكية في بنوك أجنبية عدة.

وفي الوقت الذي كانت فيه الكويت تشتكي العوز وتهالك البنية التحتية، كان المرتشون وزعيمهم “حكيم المال” في أوج ازدهارهم.
المعلومات الأخيرة، وهي مؤكدة، تتحدث عن أن أحدهم ظن أنه “خالد” لن يموت، بعد أن أوهم الناس بأنه “القوي الأمين”، استطاع أن يكتب اسمه بين كبار تجار العقار في مناطق “المهبولة” و”المنقف” و”أبو حليفة”، عندما استحوذ على عدة أبراج استثمارية، قبل أن “يتمدد” على البحر فيشتري “شاليهاً” معروفاً في منطقة “المنقف” من ورثة أحد رموز البلد، رحمه الله، بمساحته الشاسعة، وبمبلغ ستة ملايين وأربعمئة ألف دينار (المبلغ المكتوب أقل من نصف القيمة الحقيقية، لكنها طريقة التحايل على رسوم البلدية)، ويجري الآن تقسيم هذه المساحة إلى قطع مختلفة المساحات، تبدأ من خمسمئة متر مربع، بهدف بيعها بالتجزئة.
هذا الشخص “المتدين” انتفخ رصيده بشكل “بالوني” لعدة أسباب، منها أنه لم يكن يكتفي بالسكوت وعدم تأييد المعارضة، بل تكفل بالدفاع عن الراشي! ولأنه من فئة اجتماعية تعرضت للامتهان من قبل الراشي وأدواته، فقد كان لدفاعه عن هؤلاء ثمناً باهظاً. واللافت أن مصادر أمواله كانت من جهتين، أولاها “الراشي” والثانية “حيدري”، لكن الثاني كان أذكي بكثير من الأول، إذ تطلب الأمر “لفّة طويلة” من الإجراءات قبل أن تنتقل الأموال إلى رصيده.
ومعلومات أخرى مثبتة عن أن “سكر” اشترى شقق سكنة باهظة الثمن في القاهرة، إحداها كان يمتلكها فنان سعودي (هذه تحديداً اشتراها بمبلغ مليونين ونصف المليون دولار)، واشترى عدداً آخر من الشقق بالمشاركة مع “نايف”، ونايف هذه حكايته تصلح لأفلام الخيال الهندية، إذ بدأ اسمه يبرز بقوة في أوساط تجار العقار في لندن. إضافة إلى “معيثير” الذي أضاع جزءاً كبيراً من “نصيبه” في صالات القمار، لكنه لم ينسَ “تأمين” مستقبله عبر شراء شقق فاخرة في لندن.
الجديد في الأمر هو أن موظفين عامين، في أحد المواقع الحساسة في الدولة، بدأت تظهر أسماؤهم أخيراً، فقد تكرر ظهور أسماء “نايف” و”فيصل” و”تهاني”، وتبين أن هؤلاء هم من كان يتولى التوقيع على الشيكات، نيابة عن معزبهم وحماية له.
التفاصيل كثيرة، لكننا الآن نذكّر الأحرار الذين “انتفضوا” ضد حكومة الفساد وأسقطوها، ألا يوقفوا انتفاضتهم، وأن يوجهوها إلى “محافظ البنك المركزي” الذي عليه أن يكشف كل ما لديه من معلومات أو فسنعتبره ضالعاً في جريمة الفساد وعنصراً رئيسياً فيها.
هذا وما زالت المعلومات تتساقط بغزارة على رؤوس الناس المصدومين من حجم الفساد والفرحين بنتائج صبرهم وتضحياتهم. وتتعهد سبر بنشر كل ما يصل إليها من معلومات في هذا الجانب من مصادرها الموثوقة.