أقلامهم

مقال ساخن
عاشق الكويت.. السعودي محمد الرطيان

خصص الكاتب “المميز” محمد الرطيان مقاله اليوم في صحيفة المدينة السعودية عن الكويت، إذ فتح كتاب الذاكرة وتنقل بين صفحاته.. 


في المقال تحدث الرطيان عن أول كأس حليب شربه وكان كويتي الطعم، وأول صبية عشقها وكانت كويتية الغنج.. 


المقال يندرج تحت “باب العشاق” ويستحق القراءة:


 


الكتابة بالأخضر عن الأزرق !
محمد الرطيان


(1)
– يقولون لي ما الذي بقي فيك من الكويت ؟
– أقول لهم ثلاثة أشياء :
الأول : التباس جميل في نطق (القاف) و (الغين) يجعلني (أغمر) القمر !
والثاني : شغب حُر ، يشبه تلك النظرة التي تسكن عيني « محمد الوشيحي « عندما يرى مهرة شاردة !
والثالث : الكويت نفسها ، بكل ما فيها ، من « حسين عبدالرضا « إلى « محمد العوضي « .
(2)
أول كأس حليب شربته .. كان كويتي الطعم .
أول صبيّة عشقتها بصمت وحياء .. كانت كويتية الغنج .
أول قصيدة كتبتها .. كانت عن الكويت .
أول أغنية حفظتها .. كان فيها الكثير من ( الهولو واليامال ) .
أول حرف حفظته ، وأول جملة كتبتها ( مع حمد قلم ) كانت في مدرسة المعتصم في جهراء الكويت .
أول كتاب اقتنيته كان من مكتبة القصر الأحمر .
منحتني الكويت القلم والدفتر ، وكوب الحليب وطبق العدس ، والبنطلون الرمادي والقميص الأبيض ، والكتاب وصحيفة تحتوي على كاريكاتير ناجي العلي ولافتة احمد مطر .. وعندما مرضت بحمى روماتيزمية في القلب وأصبت بالشلل في طفولتي : عالجتني دون أن تسألني عن هويتي .
لكل منكم أم واحدة ..
أنا لي عدة أمهات ، أولهن : السعودية ، والكويت .
(3)
حتى هذا اليوم ..
المباراة الوحيدة التي يلعبها الأخضر وأرجو أن تنتهي بالتعادل :
هي عندما يلعب مع الأزرق !
كأن الأخضر والأزرق عندما يختلطان ..
ينتجان الأحمر : لون دمي !
(4)
عندما تحزن الكويت .. يضطرب القلب ويكاد يفر من قفصه الصدري .
عندما تفرح الكويت .. يرقص القلب (الفرينسي) وينبض على إيقاع البهجة .
وعندما يُعزف السلام الوطني .. يتحوّل القلب إلى كورال ، ويغني :
وطني الكويت سلمت للمجد
وعلى جبينك طالع السعد .
وطوال الأيام الماضية – كان هذا القلب – يتجوّل برفقتها في ساحة الإرادة!
(5)
يسألني أحدهم : متى خرجت من الكويت ؟
أجبت بشجن : الذي يدخل هذا الوطن .. لا يخرج منه أبداً !
– وما مناسبة الكتابة عنها ؟
– وهل يحتاج الحب إلى مناسبة ؟!